قد تكون البدايات صعبة، ومع الصعوبة تمكن قمة الجماليات، فعادة اللقاءات الأولى لا تعتبر مقياسا حقيقيا؛ سواء للأجهزة الفنية أو اللاعبين المنضمين حديثاً، ولكن هناك مؤشرات وبوادر قد تبعث نوعا من الاطمئنان في نفوس المشجعين أو قد تثير القلق في محيط المنظومة. فالانطلاقة كانت جيدة وبنسبة كبيرة لمعظم الفرق ” الخاسر” منها قبل ” الكاسب ” فالأهم في هذه الجولة مشاهدة الفريق وقراءته جيدا في محيط المنافسة، واستطلاع مستقبله، وهل هناك تعديلات يحتاجها واللحاق بإيفائها قبل إقفال ” الميركاتو الصيفي ” أم أن الصبر قد يؤدي إلى نتائج جيدة مع الاستمرارية والتطوير.
والجميل كذلك هو مدى القناعة التي ظهرت عند الكثير من المنتمين للفرق؛ سواء على المستوى الإداري أو الفني، وقدرتهم على التعبير المنطقي ومحاكاة الواقع باحترافية عالية بعد نهاية اللقاءات، ومعرفة مكامن الخلل والقدرة على التعديل في اللقاءات المقبلة، وهذا في حد ذاته من الإيجابيات التي تجعلنا نطمئن أننا مقبلون على منافسة قوية ومثيرة في جولاتها المقبلة. ما لفت انتباهي فعليا تصريح مدرب فريق الوحدة البرتغالي ” إيفو فييرا” بعد الفوز الدراماتيكي الذي حققه الفرسان وبصعوبة على فريق القادسية، بهدفين مقابل هدف مع الدقائق الأخيرة، عندما أرسل رسائل عاجلة لجميع المحبين لهذا الكيان بأن المنافسة السعودية مختلفة، وأنه لم يفهم بعد كل تراكيبها، وسيعمل على تطوير العمل الفني؛ بما يتوافق مع صعوبة المنافسة وطموحات الجماهير الوحداوية.
مثل هذه الرسائل تؤكد أن المدرب استوعب الدرس تماماً، ولا يحتاج من أحد أن، يقول له: “صحصح يافييرا” وخصوصا أنه يمتلك أدوات مميزة؛ سواء على مستوى اللاعبين المحليين، أوالأجانب، ولكن في اعتقادي أن مثل هؤلاء المدربين، الذين يمتلكون رؤية فنية وقدرة على تطوير العمل الفني، يحتاجون لوقت؛ حتى يتضح عملهم الفني جليا، ويحقق الأهداف المطلوبة، فلذلك، ومن وجهة نظري الخاصة، فإن الحكم المنطقي والعقلاني على هذا المدرب، لن يكون بشكل جدي إلا مع أولى جولات الدور الثاني للمنافسة، وهذا لا يمنع أن الفريق قد يقدم لقاءات ونتائج مميزة خلال الدور الأول، ولكن هنا أنا أتحدث عن “هوية فنية خاصة” ..
بقعة ضوء
“بانيغا” الشباب، و هرناني “الوحدة”.. إمكانات كبيرة.. نحتاج منها كثيرا في ملاعبنا.
@atif_alahmadi
