متابعات

العناية بالركبتين: متى يجب إجراء عملية استبدال الركبة؟

د. خالد بترجي

تُعتبر الركبة من أكبر المفاصل في جسم الانسان، وتتيح الحركة في نقطة اتصال الورك بالجزء السُفلي من القدم. ويشكل مفصل الركبة نقطة التقاء عظم الورك بالعظمة الكُبرى أسفل القدم والمسماة (عظم الظنبوب). وتتكون الركبة من الغضروف والأربطة والغضروف المفصلي والأوتار. وهناك العديد من العوامل التي قد تسبب آلاما وإصابات الركبة نظراً لتعقيدها. وفي حقيقة الأمر، تُعدُّ آلام الركبة المُزمنة من الحالات الطبية الشائعة، ويمكن أن تحدث بفعل العديد من الأسباب، الأمر الذي يؤدي للمعاناة من صعوبات في المشي وممارسة الأنشطة اليومية. وفي بعض الأحيان، قد يتفاقم الألم لدرجة تصبح معها الحركة مستحيلةً، الأمر الذي يتطلب مساعدةً طبيةً فورية.

وتُصنَّف عملية استبدال الركبة (أو رأب مفصل الركبة) من ضمن العمليات الجراحية الشائعة. وتتضمن هذه العملية استئصال المفصل المصاب واستبداله بمواد اصطناعية. ويُوصَى بإجراء هذه العملية الجراحية لمن تجاوز سن الستين في حال كان يعاني من خشونة متقدمة في الركبة. وقد أظهرت تقارير صدرت مؤخراً أنَّ 72 % من جراحات استبدال الركبة تتم لمن تجاوزا سن الخامسة والستين. وقبل الجراحة، يخضع المفصلان القريبان من الركبة المصابة (الورك والكاحل) لتقييمٍ دقيق. ويَعتبرُ الأطباء أنَّ هذه الخطوة في غاية الأهمية لضمان نجاح النتائج وسرعة التعافي بعد العملية.

ويقوم الأطباء المختصون خلال العملية الجراحية بإزالة “الجزيرة العظمية” التي يتصل بها كلٌ من “الرباط الصليبي الأمامي للركبة” و”الرباط الصليبي الخلفي للركبة”.

وعند إتمام الإجراء الجراحي، ستتمكن الركبة الاصطناعية التي تمَّ تركيبها من حماية الجزيرة العظمية والمساعدة في الحفاظ على سلامة الأربطة. وتشمل مسيرة التعافي بعد استبدال الركبة الخضوع للعلاج الفيزيائي، والذي يشكل بدوره عُنصراً هاماً في عملية التعافي، ويتطلب تعاون المريض بشكلٍ كامل للحصول على أفضل نتائج للجراحة. ويمكن البدء بالعلاج الفيزيائي بعد 24 ساعة من الجراحة، مع الاستعانة بمُثبِّتْ الركبة لتعزيز استقرار وثبات الركبة الجديدة والمساعدة في العلاج الفيزيائي والمشي والنوم. وتتم إزالة هذا المُثبِّتْ بعد الخضوع لعدَّة جلسات من العلاج الفيزيائي تحت إشراف خبير مختص. قد يستغرق التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية فترةً تصلُ إلى شهر بعد جراحة تشييد لمفصل الركبة. وخلال تلك الفترة، يجب على المريض إحداث التوازن بين الالتزام بالعلاج الفيزيائي من جهة، وتجنُّب الاجهاد البدني من جهةٍ أخرى. إنَّ التسرُّع والاجهاد قد يؤديان إلى فشل الجراحة الترميمية، الأمر الذي قد يسبب تلف الأربطة مرةً أخرى. بينما قد يستغرق المريض فترةً أطول للعودة لحياته الطبيعية في حالة التمهُّل في التعافي والتأنّي في بذل الأنشطة البدنية. يستعين قسم جراحة العظام في “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني” بُنخبة الأطباء الأخصائيين، بما في ذلك الزملاء والخبراء في اختصاصاتٍ فرعية مثل الجراحة العظمية للأطفال والركبتين واليدين والرياضيين. وتضمن الإحالات المُشتركة بين الأقسام الطبية حصول المرضى على أفضل رعاية وأدق تشخيص بإشراف فريق طبي من ذوي الخبرات الكبيرة والكفاءات العالية.

استشاري جراحة العظام والعمود الفقري ورئيس قسم جراحة العظام
مجموعة مستشفيات السعودي الألماني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *