اجتماعية مقالات الكتاب

أخلاقيات الرفض

فاطمة نهار يوسف

يعدُ الاهتمام بالصحة الذهنية والنفسية من أهم الأمور التي ينبغي علينا المحافظة عليها لأنها سبب تطويرنا وتغيرنا للأفضل و تحقيق أهدافنا وأحلامنا.
ولكي ننجح في إدارتنا لذواتنا علينا أن نتعلم المهارات الاساسية التـي تؤهلنا الى ذلك والاخلاقيات التـي تجعل منا أشخاصا قادرين على اتخاذ القرار وتطبيقه.

إن حب الذات من أهم حقوق ذواتنا علينا وعلينا الاعتدال في ذلك دون أنانية أو إجحاف، ولأننا أفراد من مجتمع نعيش به فلا نعطي لأنفسنا الحق لطمس هوية الاخرين ولا نسمح للآخرين بذلك. قد نتعرض لبعض الطلبات التـي ينبغي علينا قول كلمة “لا” فيها لكننا نتفاجأ بأننا قلنا “نعم ” و ذلك ظناً منا بأن ” نعم ” سوف تترك لنا انطباعا عند الاخرين بأننا لطيفون.
و أن ” نعم” تمنعنا من فقدان أحبتنا بالرغم أن” نعم ” قد تسبب لنا الاضرار. قد نكون بالفعل لطيفين لكن علينا أن نعرف متى نكون لطيفين واللطف يختلف عن الضعف في الجوانب الشخصية والذي سيسمح للآخرين باستغلالنا وقد يؤدي الضعف الى عدم قدرتنا على إدارة حياتنا بل سنعطي للآخرين فرصة التحكم بنا.

وإذا كنا نقول ” نعم ” على الدوام فإننا لن نحقق الرضا الذاتي أبداً بل علينا التحدث بكل وضوح عن ما نريد وأن نتعلم ثقافة الرفض وأخلاقياته.
يجب أن نقدم مصلحة أنفسنا على مصالح الاخرين في بعض الاوقات و ذلك لا يعني أن لا نهتم بالآخرين أبداً بل نجعل للآخرين فرصة لتقديرنا و تقدير مصالحنا و لتسير حياتنا بطريقة سليمة.

علينا أن نقول ” لا ” باعتدال و هذا يعني أن لا نشعر بالذنب لاننا قلناها أبداً ولكن حتى كلمة ” لا ” لها فن وأخلاقيات و بما أننا واثقون من أنفسنا فإننا حين نقول “لا ” يجب أن لا نقولها بطريقة فظة ، فطريقة قولها مهمة حتى لا نخسر الطرف الاخر أو جرحه.
وتوضيح سبب الرفض مهم حتى لا يعتقد الطالب أنه هو المرفوض.
علينا أن نوضح حدودنا الشخصية بشكل واضح بيننا و بينا الاخرين و التي تعبر عن تقديرنا لذاتنا و تقديرنا للآخرين للحفاظ على علاقتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *