رياضة مقالات الكتاب

التكديس… هل هو سنة الحياة؟

حقبة الجلاكتيكوس في ريال مدريد رغم عظمتها، وتشكيلها لنقلة نوعية في عالم كرة القدم، إلا أن البعض وصفها بأنها عملية تكديس على مستوى عال جداً؛ نظراً للقيمة الفنية والمادية لنجوم تلك الحقبة، إضافة إلى انطباقها بعض الشيء تجاه بدايات أفراموفيتش مع تشيلسي. ما يسمى بالتكديس، ليس أمراً سيئاً بحد ذاته، فمن غير المنصف أو المنطقي الحكم عليه خلال فترة خمس أو ست سنوات فقط، ولكن أيضاً في المرحلة التي تليها على المدى المتوسط والطويل، فإن انهارت منظومة النادي، وأصبحت عاجزة عن الاستمرار في النجاح بهذه الفترة، فهنا تظهر مكامن القصور الإداري في عدم قدرة إدارة النادي على المحافظة أو الاستمرار على المدى الطويل بعد مرورهم بفترة من النجاحات في ظل وجود هؤلاء النجوم، وهنا تكمن أهمية وجود الإستراتيجيات القصيرة، والمتوسطة، والبعيدة المدى في الأندية الرياضية؛ لتجنب أن يتبع تلك الفترة انهيار كبير في النادي، وهو أمر شاهدناه في أندية كثيرة، ولايخفى على المتابع الرياضي. من الأمور المهمة التي يجب على إدارات الأندية الحرص عليها، هي عدم تحول بعض هؤلاء النجوم إلى موارد معطلة بعدم قدرتهم على اللعب بصفة دائمة وأساسية، وبالتالي تحولهم إلى موارد سلبية لم تستطع النجاح في النادي أو أندية أخرى، وهذا أيضاً يرتبط بالمتابعة الدائمة للإستراتيجية التي تضعها (الإدارة الرياضية) في النادي.

بعيداً عن العاطفة ، وبالمنطق والبحت نجد أن الأندية لا تختلف من زاوية الإمكانات المادية فقط، ولكن أيضاً من ناحية استراتيجيتها، فهناك الكثير من الأندية في العالم تعتمد مبدأ ( تفريخ ) النجوم الشباب، وإظهارهم، ومن ثم بيع عقودهم للأندية الأقدر من ناحية الملاءة المالية، والتي بحكم امتلاكها للمقومات تستطيع التعاقد مع أي لاعب؛ مهما كان سعره، في حين لن يكون ذلك أمراً سهلاً أمام أندية أخرى، وقد يندرج ذلك الأمر تحت مسمى سُنّة الحياة.

بعد آخر
كل ماذكرته عن الإستراتيجيات يؤكد، ويحتم وجود المدير الرياضي في أنديتنا.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *