متابعات

التشليح صداع دائم في رأس المدن

جدة ـ مهند قحطان

يعد التشيلح صداعا دائما في كافة المدن، حيث أن أكثر العاملين فيه من الوافدين كما أن عدم الالتزام بمواصفات السلامة في التشاليح يتسبب في حدوث الحرائق، ومن التشاليح التي تؤرق الاهالي تشليح الحمدانية حيث أن الانسان يشعر بالحيرة والشتات حينما يسير في ردهات هذا التشليح الذي يقع شرق الخط السريع في جدة، فهو يضج بالعمالة المتخلفة والسيارات الخردة القابعة على جنبات الطريق، الأمر الذي يتسبب في إزعاج سكان الحي، ورغم الحملات المتكررة على هذا الموقع الا أن مشهد المخالفات سرعان ما يطل برأسه مرة اخرى بمجرد ان تدير الحملة ظهرها.

(البلاد) كانت هناك والتقت بعدد من زبائن التشليح وسكان الحي والذين أكدوا أن التشليح اصبح بمثابة صداع يومي وأن الفوضى تضرب بأطنابها في جميع مفاصله كما أن قطع الغيار غالية فضلا عن أنه يدار من قبل عمالة وافدة تتحايل على الزبائن بقطع غيار رديئة بأسعار غالية.


المواطن عماد الصالحي يطرح جانبا من المشهد قائلا: العمالة الوافدة تتكدس في ورش التشليح بصورة كبيرة ورغم الحملات التي تقوم بها الجهات المعنية الا أنهم سرعان ما يعودون مرة أخرى، لافتا إلى أن العمالة الوافدة تبيع قطع الغيار بأسعار فلكية خصوصا القطع النادرة ويستغلون حاجة الزبون للقطعة ويرفعون اسعارها، كما انهم يتواصلون مع بعضهم البعض بالجوال، للتنسيق فيما بينهم والتواطؤ على رفع الأسعار.
وفي ذات السياق يشير يوسف الحسان الى مشكلة العمالة الوافدة وممارستها لعبة الكر والفر.. ويضيف بأن اصحاب التشاليح يشترون السيارات المصدومة بأسعار زهيدة ومن ثم يبيعون قطع الغيار بأسعار غالية جدا مستغلين حاجة اصحاب السيارات لهذه القطع.

ويحكي انه سبق وان اشترى ماكينة سيارة من التشليح بمبلغ خمسة آلاف ريال وبعد تركيبها اكتشف أن بها عيوبا فنية كثيرة حيث انها تعطلت بعد شهر من تركيبها ولما عاد الى التشليح فشل في العثور على الوافد الذي باع له الماكينة ، لافتا إلى أن على الجهات المختصة مراقبة التشليح في كل شيء بدءا من عمليات السلامة واسعار قطع الغيار مشيرا الى ان الزيوت التي على ارض التشليح ربما تتسبب في الحرائق.


عشوائية

ومن جانبه قال بدر الفيفي أن العشوائية هي سيدة الموقف في تشليح الحمدانية خاصة في مسألة الاسعار حيث ان هناك تفاوتا كبيرا بين محل وآخر كما أن قطع الغيار ليست لها ضمان.
واضاف انه قبل فترة قام بشراء (جير) لسيارته وعندما ذهب الى الورشة اكتشفت أن الجير غير صالح وعندما راجع العامل الذي اشترى منه القطعة لم يجده في موقعه، حيث ذاب في زحام التشليح.
وتابع أن الحراج في حاجة الى تنظيم وذلك برفع السيارات الخردة من الشوارع وتنظيفه من العمالة المتخلفة والسائبة نظرا لأنه أصبح بمثابة صداع يومي لا يحتاج الى مسّكن ناجع وانما اعادة الامور الى نصابها.

مدينة صناعية

ويشير المواطن حسن المالكي إلى أن الموقع الحالي لمحال التشليح غير مناسب ويفتقر للتنظيم وتسيطر عليه عمالة وافدة وجدت في التشليح مهنة من لا مهنة له، لافتا إلى أن التشليح أجبر العديد من السكان على الرحيل لأحياء أخرى، لأن الحي تحول إلى مدينة صناعية تعج بالورش للسيارات ومحلات قطع الغيار.
وأضاف أن الحي أصبح من المواقع العشوائية، وذلك بسبب ورش التشاليح والسيارات التالفة، ويقول عندما يقودك طريقك إلى مدخل التشليح سوف تشاهد ورشا ومحلات قطع غيار، وفي حينه تعتقد بأنك قد سلكت طريقا غير الذي تريد، وعندما تواصل السير يشد انتباهك العديد من السيارات التالفة على جنبات التشليح ، لافتا إلى أن معاناة الأهالي لا تتوقف عند هذا الحد فحسب بل إن أغلب شوارعه الحمدانية تفتقد إلى السفلتة. ويقول : باختصار اصبح التشليح بمثابة صداع يومي لأهالي الحي حيث يفكر الكثير منهم سكان في هجر منازلهم والسكنى في احياء أخرى لأن الحي أصبح كأنه ورشة متخمة بالسيارات التالفة كما أن احتمال حدوث الحرائق وارد في التشليح كما سبق وأن حدثت حرائق كثيرة في تشليح بريمان قبل ذلك.


روائح كريهة

ويرى سالم مسعود أن الأمر مخيف في ظل وجود ورش التشاليح التي يسودها العديد من التجاوزات، كسكب الزيوت على شوارع الحي وذلك مما ينتج عنها روائح كريهة، بالإضافة إلى انتشار البعوض والحشرات الضارة التي تساهم في انتشار الأمراض الوبائية، مؤكدا أن الحي أصبح يعج بالعمالة الوافدة التي بثت الخوف في نفوس الأهالي.
ويقول المواطن احمد الحسني ان التشليح يعاني من مزاولة عدد من الورش الصناعية لمهنته حيث يقوم أصحاب الورش بشراء سيارات مصدومة ووضعها في التشليح وبيع القطع على الزبائن بأسعار مرتفعة، مطالبا الجهات المختصة بمضاعفة جهودها لمتابعة المخالفات.

وقال محمد الزهراني صاحب محل للتشليح: السيارات التي أشتريها قبل تفكيكها وبيعها، نوعان، مصدومة ومعطلة، والخيار الأول أفضل لأن مكان الصدمة يكون غالبًا في جهة واحدة، بينما بقية أجزائها سليمة، بعكس المعطلة التي قد تكون مليئة بالعيوب في أغلب قطعها لافتا إلى أن “غالبية الزبائن يطلبون سرعة إصلاح سياراتهم وبأرخص الأسعار.

من جهته أوضح علي الحسن سوداني الجنسية، متخصص في ميكانيكا السيارات إلى أن معظم قطع غيار التشليح رديئة، وعمرها الزمني قصير وفي العادة يقترح البائعون في التشاليح على الزبائن تركيب القطعة في الموقع لديهم، وهذا يؤدي إلى ضعف الإقبال عليها، وعدم الشراء وعدم الصيانة في الورش المخصصة التي وفرتها الجهات المعنية في منطقة عسفان، بالإضافة إلى الأسعار المتواجدة غير منضبطة وكل يبيع بالسعر الذي يريده والبعض منهم يفرضون الأسعار التي يتفقون عليها وهذا بحد ذاته غش امام العامة لذا يجب مراقبتهم عن كثب وعمل جولات من قبل الجهات المختصة بشكل مستمر لتفادي هذا الغش الذي يقع ضحيته المواطن والمقيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *