في هذه الحياة المليئة بالمواقف والأحداث المُتسارعة هل قلت لنفسك ذات يوم إنه يجب عليّ أن لا أقدم هذه النصيحة لشخص أحبه وتخشى عليه من الوقوع في الخطأ مثلاً ؟! إذا كان فعلاً قد قمت بذلك فهذا أمرٌ جيد نسبياً ؛ أما إذا كنت ترى أن الفكرة بحد ذاتها خطأ فاقرأ الأسطر القادمة بهدوء.
عندما نقوم بتقديم نصيحة إلى شخص ما فنحن لا نقدم النصيحة لمجرد تقديمها فقط وإنما نقدمها ليكون هناك أثر معين يغير من تصرف سلبي إلى تصرف إيجابي أو من أمر جيد إلى أجود منه، ولهذا السبب تحديداً يكون الأثر الذي سيحدث هو النتيجة التي نحرص على تحقيقها دائماً.
ومتى ما كان العكس أو ربما الأسوأ منه يجب حينها أن يتم اعادة النظر في مدى جدوى تقديم هذه النصيحة ومراجعتها بشكل جيد وبتجرد كامل من المزايدة والكِبر ؛ فمتى ما كان هدف الشخص الإصلاح يتوجب أن تسقط الاعتبارات الأخرى ؛ وتكون الأولوية هي نفع من تُقدم له المنفعة.
ولعل من أهم ما يفترض مراجعته هو مراعاة التوقيت المناسب لتقديم النصيحة ؛ إضافة إلى الأسلوب الملائم ؛ فليست جميع الأوقات صالحة ؛ كما أن لكل شخص أسلوبا يلائمه قد لا يتناسب مع غيره مطلقاً وإن كان البعض يحتج بشعار الصراحة ويرى أنها مُبرر لكل ما يتفوه به.
إن عدم مراعاة الحالة المزاجية التي يمُر بها من نود أن ننصحه، أو عدم تقديمنا للنصيحة بأسلوب حسن كأن نقدمها له على رؤوس الأشهاد من الأسباب الرئيسة التي تجعله لا يقبل النصيحة دون أن يتفكر في مدلولاتها ؛ بل وربما يُصر على ما هو عليه كردة فعلاً عكسية على ما يقدمه ناصحه.
تذكر دائماً أنك لستَ مجبراً على النصيحة إن كنت لا تعرف كيف تُقدمها؛ كما أن عدم تمكنك من الأسلوب الجيد؛ لا يمكن أن يسمى صراحة بأية حال من الأحوال ؛ فالنصيحة ثمينة والناصح الأمين ذو خلق وفكر.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com