الدولية

تركيا تصب الزيت على نار الحرب

البلاد – مها العواودة

مع احتدام الصراع بين الجارتين أرمينيا وأذربيحان، بسبب منطقة ناغورنو قرة باخ، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان – كعادته – صب الزيت على النار من خلال دعمه لأذربيحان سياسياً وعسكرياً عبر إرسال آلاف المرتزقة والعسكريين للقتال هناك، كما فعل في أربع دول من قبل، الأمر الذي فاقم حالة الاحتقان ودفع بالجارتين لنشر المدفعية الثقيلة أمس (الثلاثاء) في مشهد يهدد الأمن الإقليمي، بالمقابل تواصلت الدعوات العربية والدولية إلى ضرورة وقف إطلاق النار بين الدولتين المتنازعتين، وحل النزاع بالطرق السلمية، ووفقاً لقرارات مجلس الأمن.

وأجمع خبراء في الشأن التركي والعلاقات الدولية على أن أردوغان “قائد الفتنة” في المنطقة، يواصل نشر الفوضى والخراب عبر تدخلاته المسمومة في شؤون دول الجوار، والتي تفضي إلى إشعال الحروب ودمار الشعوب، في مسعى منه لممارسة النفوذ في الخارج.

وأكد الكاتب السياسي والخبير في العلاقات الدولية أمين قمرية، أن تأجيج أردوغان للصراع بوقوفه إلى جانب أذربيجان يتماشى مع سياساته التوسّعية الاستعمارية. وأضاف” يمكن ربط التحرّكات التركية الأخيرة بالتعمية على مراوحة أنقرة في ليبيا، أو الاستفادة من الوضع القائم من أجل الحصول على تسوية في سوريا وليبيا، كما يمكن أن يكون تصرّف أردوغان نابعاً من حساباته الداخلية الخاصة، المرتبطة بالمزايدة والتجييش القوميَين، لا سيما أن أذربيجان تعد بالنسبة إلى تركيا جزءاً مهمّاً في عدد من التحالفات الصغيرة والكبيرة”. ويرى أن أردوغان يسعى لتقوية نفوذ أنقرة في المنطقة الحيوية التي تمتد عبرها أنابيب الغاز عالمياً.

من جانبه، أشار الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بشير عبد الفتاح، إلى أن تأجيج أردوغان للصراع يأتي في عدة سياقات أولها أمن الطاقة التركي حيث يعتمد على أذربيجان في واردات نفطية وغازية مهمة ويأمل في التحول من الاعتماد على روسيا إلى الاعتماد على أذربيجان في هذا الصدد، يضاف إلى ذلك أن أذربيجان دولة ناطقة بالتركية ويريد أردوغان من وراء تدخله إعادة الهيمنة ورد علاقاته في القوقاز وأذربيجان هي المدخل لذلك. وأضاف “أردوغان يسعى لاستعراض القوة في مواجهة روسيا، فضلاً عن رغبته في الهروب إلى الأمام من المشاكل والأزمات الداخلية عبر اختلاق مواجهات خارجية يأمل من خلالها أن تحشد حوله الداخل التركي”.

في السياق ذاته، أوضح المختص في الشأن التركي عمرو فاروق، أن دعم أردوغان لأذربيجان يأتي في إطار تحقيق مجموعة من المصالح المشتركة بين أنقرة وباكو على المستوى السياسي والاقتصادي والشعبي أيضا، لافتاً إلى تركيا تطمع في التوسع للسيطرة على النفط والغاز من أذربيجان، فضلا عن تدشين مشروع نقل غاز أذربيجان إلى أوروبا عبر تركيا، وهي فرصة مهمة يسعى أردوغان من خلالها لجعل أوروبا تعتمد على الغاز الذي يمر بشكل إجباري بتركيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *