متابعات

الضربات الاستباقية الناجحة تدحر فلول الإرهاب

جدة- البلاد

حققت المملكة نصرا جديدا في جهودها الحثيثة لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله تمثل ذلك في ضربة استباقية أطاحت بخلية إرهابية مكونة من عشرة عناصر تلقى ثلاثة منهم تدريبات عسكرية وميدانية داخل مواقع للحرس الثوري في إيران وارتبطت البقية مع الخلية بأدوار مختلفة.
هذا النجاح يضاف إلى سلسلة من الإنجازات التي تسجل لرجال الأمن حيث تمثلت في إفشال أكثر من 95% من العمليات الإرهابية. ووفقًا لإحصاءات رسمية حيث تعرضت المملكة لأكثر من 335 عملية إرهابية تمكنت من إحباط 229 عملية منها.

انتصارات كبيرة في العهد الميمون
بعد 5 أعوام من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم حققت المملكة انتصارات كبيرة في حربها ضد الإرهاب داخلياً وخارجياً من خلال التصدي بحزم لعناصره والدول الداعمة له وعلى رأسها إيران وأذرعها ومليشياتها في اليمن ولبنان وغيرها.
وعبر عن ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، حفظه الله، في خطابه أمام مجلس الشورى في 20 نوفمبر 2019 مشيداً بنجاح المملكة “في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تم مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل والأدوات ليعود الاعتدال والوسطية سمة تميز المجتمع السعودي مؤكداً أن المملكة أثبتت في كل الظروف على مدار الثلاثمائة عام الماضية أنها قادرة على تجاوز كافة التحديات بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائماً بحمد الله وفضله.
وأكد ، حفظه الله، أن الاعتداءات التخريبية على المنشآت النفطية في بقيق وخريص، والتي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، أظهرت مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، مما جعل العالم يتوحد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي.
أيضا تأتي الانتصارات وفاء بتعهد قطعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تصريحات سموه في أكتوبر 2017، بشأن “القضاءعلى بقايا التطرف في القريب العاجل”، وإعادة المملكة “إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان”.

المطلوبون أمنياً
ضمن الضربات الاستباقية صدرت أول قائمة للمطلوبين أمنياً في مايو 2003 وضمت 19 مطلوبًا من تنظيم القاعدة، ثم تبعتها قائمة في ديسمبر 2003 ضمت 26 عنصرا وقائمة في يونيو 2005 وبها 36 ثم قائمة في فبراير 2009 وبها 85 مطلوبا ثم قائمة في يناير 2011 وضمت 47 وجميعها كانت لأشخاص من تنظيم القاعدة لكن في فبراير 2012 صدرت قائمة من 23 شخصا تضم الأشخاص المتهمين بأحداث العوامية والقطيف، ثم صدرت قائمة في يونيو 2015 وبها 16 من المطلوبين من تنظيم (داعش)، وفي 31 يناير 2016 أعلنت وزارة الداخلية عن قائمة مكونة من 9 مطلوبين متهمين بتفجير مسجد قوات الطوارئ بأبها في 2015 م.

محاربة الإرهاب محليا
مواجهة المملكة للإرهاب على الصعيد المحلي كانت حاسمة بتلاحم قيادتها مع شعبها الوفي ويقظة رجال الأمن البواسل وامتدت جهودها إلى المعالجة الأمنية والوقائية من خلال القيام بعمليات المعالجة الفكرية للمتطرفين إلى جانب تكثيف التوعية المجتمعية لدحض الفكر الضال والمتطرف وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والكراهية والفتن الطائفية.
وعملت الدولة عبر أجهزتها الرسمية على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره من خلال إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تستغل لغير الأعمال المشروعة وقامت بإنشاء هيئة أهلية كبرى تتولى الإشراف والتنظيم على جميع الأعمال الإغاثية والخيرية كما تم مؤخراً إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليصبح الجهة الوحيدة التي تتولى استلام التبرعات لإيصالها إلى محتاجيها في الخارج وفقا للأنظمة.

محاربة الإرهاب على المستوى العالمي
أما على المستوى الدولي وفي إطار أن الإرهاب آفة خطيرة وظاهرة عالمية لا وطن ولا دين ولا جنس له فقد أسهمت المملكة بفعالية في التصدي له من خلال المؤتمرات واللقاءات والمشاركات العربية والدولية وكانت أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي في صفر 1421هـ- مايو 2000م كما كانت سباقة في حث المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ودعت المجتمع الدولي إلى تبنى عمل شامل في إطار الشرعية الدولية يكفل القضاء عليه ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول سيادتها وأمنها واستقرارها.

وتوجت هذه المساعي باستضافة المملكة للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة الرياض في الخامس من فبراير عام 2005م بمشاركة أكثر من 50 دولة إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية.
وأضحت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب وكشف المخططات الإرهابية قبل تنفيذها تفوقاً غير مسبوق يسجل لها سبقت به دولاً متقدمة عديدة عانت من الإرهاب عقوداً طويلة.
ونظمت المملكة بالتزامن مع المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب حملة التضامن الوطني لمكافحة الإرهاب في مختلف مناطق المملكة دامت أسبوعا كاملا شاركت فيها جميع القطاعات التعليمية والأمنية وهدفت إلى زيادة الوعي العام في دعم التعاون بين أفراد المجتمع السعودي للتصدي للعمليات الإرهابية وتعزيز الانتماء للوطن والدفاع عنه ومكافحة الغلو والتطرف الذي ينبذه ديننا الإسلامي الحنيف.

وفي ذات السياق تقدمت المملكة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لتشكيل فريق عمل لدراسة توصيات المؤتمر بما في ذلك إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب أعلنه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، رحمه الله ، في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أكد فيها أن خطر الإرهاب يهدد العالم أجمع مما يوجب تضافر الجهود لمكافحته.
وصادقت المملكة على العديد من الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب وعلى جملة من الاتفاقات الدولية ذات العلاقة كما وقعت على اتفاقيات أمنية ثنائية مع عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة تتضمن بين بنودها مكافحة الإرهاب والتعاون في التصدي له ومحاربته.

واستضافت المملكة في شهر فبراير 2013م المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأمم المتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب ” تشجيع الشركاء على المساهمة في بناء القدرات ” بالتنسيق مع الأمم المتحدة ممثلة في ” سكرتارية مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب , وبمشاركة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من الخبراء والسفراء.
والمملكة شريك استراتيجي للتحالف الدولي لمكافحة داعش كما بادرت أيضاً بتأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي أعلن عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في ديسمبر من عام 2015، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.


وأكد رؤساء هيئات الأركان في الدول الإسلامية في اجتماع عقد في الرياض في شهر مارس من عام 2016م، عزمهم على تكثيف جهودهم في محاربة الإرهاب من خلال العمل المشترك وفقًا لقدراتهم، وبناءً على رغبة كل دولة عضو في المشاركة في المبادرات، أو البرامج داخل إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب طبقًا لسياسات وإجراءات كل دولة، ومن دون الإخلال بسيادة الدول الأعضاء في التحالف.

إشادات بيقظة أمن الدولة
النجاحات التي حققتها المملكة في مكافحة الإرهاب والإنجازات الأمنية التي سطرها رجال الأمن في إحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها كانت محل إشادة وتقدير دوليين كما حظي إحباط الخلية الإرهابية مؤخراً بالتقدير حيث أشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين في بيان أمس، بيقظة رئاسة أمن الدولة بالمملكة التي تمكنت من الإطاحة بخلية إرهابية بحوزتها كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.
وأكد الأمين العام وقوف وتضامن منظمة التعاون الإسلامي مع المملكة رئيسة القمة الإسلامية، في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها.

كما أشادت مملكة البحرين، بكفاءة ويقظة رئاسة أمن الدولة بالمملكة وأكدت وزارة الخارجية وقوف البحرين في صف واحد مع المملكة العربية السعودية ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها، وتضامنها المطلق معها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن مصالحها والحفاظ على سلامة مواطنيها والمقيمين فيها.
وأعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لضلوع إيران في تدريب وتسليح هذه العناصر الإرهابية، واستمرارها في نهجها العدائي الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، وتعريض سلامة الأبرياء فيها للخطر، بما يتنافى مع مبادئ حسن الجوار التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات حازمة ضد إيران إزاء هذه التصرفات العدائية المستهجنة التي تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الإقليمي.

وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استنكارها وإدانتها لمحاولة خلية إرهابية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تنفيذ عمليات تخريبية في المملكة العربية السعودية.
وأشادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها بيقظة وحنكة وكفاءة الأجهزة الأمنية في المملكة وتصديها لهذه الأعمال الإرهابية، مجددة موقفها الثابت وتضامنها مع المملكة في التصدي لمثل هذه العمليات الإرهابية وتأييدها ومساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.

وأكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي، دعم البرلمان الكامل للجهود التي تقوم بها المملكة في حربها ضد قوى الإرهاب وداعميه.
وقال في بيان له أمس إن ما جاء في بيان رئاسة أمن الدولة بالمملكة بشأن ضلوع النظام الإيراني في تدريب وتسليح عناصر خلية إرهابية، يؤكد مجددًا للعالم أجمع نهج النظام الإيراني في دعم وتدريب التنظيمات الإرهابية في المنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *