متابعات

السعوديات .. تحليق في عالم الإبداع بالتمكين

 إعداد: رانيا الوجيه – مها العواودة

استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة بفضل من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر منذ تأسيس المملكة التي أولت الرعاية لكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بدءًا من منحها حق التعليم وصولًا إلى تقليدها المناصب العليا، فأصبحت المرأة السعودية محط أنظار العالم خصوصا وأنها على قدر كبير من المسؤولية وهي تساهم حاليا بصفتها مواطنة شريكة في بناء الوطن والحراك التنموي.

وما تشهده المرأة السعودية من تمكين وتطوير له تاريخ وإذا رجعنا بالذاكرة إلى الوراء بداية عام 1360 هـ الموافق 1941 م، فقد منحت حق التعليم بالتحاقها بالكتاتيب والمدارس في عدد من مدن وقرى المملكة، وفي عام 1379 هـ الموافق 1959 م أسست الرئاسة العامة لتعليم البنات وأنشئت المدارس بمراحلها المختلفة ثم كليات البنات وتخصيص أقسام بالجامعات، إضافة إلى الاستفادة من برامج الابتعاث بالخارج الذي بدأ عام 1426هـ وصولًا إلى افتتاح أكبر جامعة نسائية بالعالم، وهي جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في عام 1429 هـ، التي تعد أول مدينة حكومية متكاملة خاصة بالمرأة، وعينت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبد الرحمن كأول مديرة لها، إضافة إلى ذلك كان الحدث الأكبر في عام 1430 هـ الموافق 2009 م بتعيين أول سيدة سعودية وهي نورة الفايز بمرتبة نائب وزير التعليم، مما جعل طموح المرأة السعودية بلا حدود في ظلّ ما تعيشه المملكة في مختلف المجالات من رخاء وتطور.

ويوصف عام 2017 م بأنه “عام تمكين المرأة السعودية” إلا أن عام 2018 م قد زاد عليه بتمكينها في أمور مستجدة منها قيادة السيارات، وتبعها إقرار قانون التحرش الذي يؤكد حرص ومتابعة القيادة على المحافظة عليها كقيمة معيارية إنسانية، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، وكذلك السماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومنح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ثم زاد عام 2019 عليهما بأن تبوأت المرأة السعودية لأول مرة منصب “سفير” في صورة مشرقة لقدرات وكفاءة السعوديات في كل مجال، ونجد القاسم المشترك الأبرز في كل ذلك التطور الوثّاب الواثق في خطى النجاح والتميز ثمرة لقرارات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وثمرة مهندس الرؤية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

المرأة السعودية وهي تواكب رؤية ٢٠٣٠ ، تعمل بجد وتسابق الريح في جميع المجالات التي كانت حصرا على الرجل حيث أتيحت لها المشاركة في كل موقع عمل تجد نفسها فيه، فأصبح المجتمع السعودي اليوم اكثرتقبلا للمرأة السعودية في دورها الجديد وحقوقها التي قدمها لها هذا الوطن الغالي المعطاء ، فقد أعطاها تذكرة ذهبية للتمكين والمشاركة في بنائه، حيث منحت المرأة حقوقا وتمكينات لم تكن متاحة لها سابقا، مثل: السماح لها بقيادة السيارة، واستخراج جواز سفرها والسفر دون اشتراط موافقة ولي أمرها، وإشراكها في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية، والعمل في القضاء والجيش حتى أصبحت اليوم شريكة النجاحات، والمبادرة لكل تحدٍ فيه مصلحة البلاد،فحملت علم بلادها لتكون سفيرة وعنوانا له ، كما كانت دومًا سفيرة بأخلاقها ومواقفها المشرفة.

إن المرأة شخص قادر على اتخاذ القرار والإدارة وتحمل المسؤولية، وهذا ليس مجرد نص انشائي بل حقائق أثبتها الواقع فالمرأة السعودية حفرت في الصخر وثابرت لتقف اخيراً في الصفوف الأولى بكل جدارة، وهي تبتسم كالجندي الذي خرج منتصراً لتوه من معركة مصيرية حيث كانت في منافسة مع نفسها، هدفها تحقيق معادلة التوازن الصعبة بين بيتها وعملها وعلمها وواجباتها تجاه الكلّ وأولهم وطنها متخطية بعض القيود التي وقفت حجر عثرة نحو انطلاقها ومشاركتها في بناء مجتمعها. ولسان حال المجتمع يقول للوطن والملك، نقول:نرفع لكم كفّ التحية والتقدير والشكر الذي لايحيط به مقال.

وللمرأة يقول: قفي مفتخرة ، فأنت ابنة السعودية ترعرعت في ترابها ،ولونتك شمسها وسقاك ماؤها، فتجذرت وتفرعت وظللّت على هذا المجتمع، وهذه البلاد بحنانك وعطائك وإخلاصك وتميزك .ولكلّ امراة في العالم ،نقول:انت أيتها المرأة نكهة الأمل، فكيف يكون كوب قهوة العالم بدون قطع سكرك؟ وما هو إنجازه بدون عبق وجودك؟! ولكلّ أمهات وجدات الماضي، نقول:كنتن خير سلف لخير خلف.
حققت المرأة السعودية أشياء عظيمة في فترة زمنية وجيزة وحرصت رؤية 2030 على أن تجعل منها قيادية وفق المبادئ الإسلامية ومنهج الاعتدال والوسطية.

فمن أم الى معلمة إلى محامية الى سيدة أعمال الى مصممة،مهندسة ،بائعة وطبيبة هذا ما يريده لها ولي العهد الامير محمد بن سلمان إمرأةً أنموذجأ قائداً لباقي البلدان معاً سيكتب التاريخ ويرسخ في الأذهان ويقولون هذا بلد نابض بالحياة مجتمع حيوي واقتصادي لا يريد سوى الطموح بلد مليء بالانتصارات ما يهم أن تكوني شخصية ذات مواهب عظيمة فالمملكة تحتاج لامرأة حكيمة فكوني واثقَة بنفسك ولا تجعلي ذاتك ضعيفة وأبدعي في عالمك هذا ما حثت عليه رؤية 2030 تريد سيدات مُتمكنات للمستقبل ماضيات مُتجهات فالمملكة دولة المنتجين أتاحت لنا فرصا جديدة وأصبحت أمامنا خيارات كثيرة فلا يوجد أجمل من الإبداع إلى عالم جميل مليء بالازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *