متابعات

سلامة الطلاب والطالبات على رأس الأولويات

جدة ـ رانيا الوجيه

فتحت أزمة كورونا آفاقا واسعة لمعرفة إمكانية استغلال آليات التعليم عن بعد، في ما يحقق الإستراتيجيات الموضوعة لخدمة العملية التعليمية وسرعة إيصال المعلومة بالجودة المطلوبة في الوقت الكافي، واستطاعت وزارة التعليم وضع أبجدية ناجحة لهذا النوع من التعليم في الفصول الافتراضية حيث تسير قاطرة هذا النوع من التعليم بوتيرة ممنهجة وضعتها الوزارة ، ما يترتب عليه تفعيل مستقبل التعليم الإلكتروني ومواكبة التطورات والطفرات المستجدة ، وتنويع أساليب وطرق التعلم ما يجعل الطالب يتفاعل بشكل إيجابي في ما يطرح من أفكار جديدة، فضلا عن إيجاد مخرجات مدعمة بالتقنية ومع كل هذه المنظومة من الإيجابيات الناتجة عن التعليم عبر أيقونة مدرستي فإن ثمة أسئلة ملحة تنطلق من حناجر آباء وأمهات طلاب المرحلة الابتدائية حول كيفية ترويض طلاب هذه المرحلة للتواصل مع الفصول الافتراضية ، خصوصا وأن عدم إدارك طلاب مرحلة الأساس لأهمية التعليم عن بعد يجعل بعضهم لا يلتزم بالجلوس في الفصول الإفتراضية ، ما يجعل بعض الآباء والأمهات يضطرون إلى الإستعانة بالدورس الخصوصية لأبنائهم من أجل تعليمهم أبجدية القراءة والكتابة حتى زوال هذا الظرف الإستثناني (العابر).

(البلاد) دقت جرس الفصول المنزلية فيما يتعلق بطلاب المرحلة الإبتدائية وألتقت بعدد من الآباء والأمهات فضلا عن كوادر في التعليم ومختصين نفسانيين. والذين أكدوا أهمية تهيئة أبنائنا الطلاب بشكل إيجابي للتعامل مع هذا النوع من التعليم وتحمل المسؤولية، مطالبين في الوقت نفسه بعودة صغارهم في مرحلة الاساس للدراسة في مقرات المدارس مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية ، وبرروا ذلك بأن الطفل لا يمكن السيطرة عليه بسهولة وجعله يلتزم بحضور الفصول الافتراضية عبر الكمبيوتر، كما أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى تواصل مباشر مع المعلمين كحاجة تربوية، وبالتالي جمعت “البلاد” اراء تربويين ومختصين لمعرفة هل سيكون هناك إحتمالات بإستثناء الأطفال وعودتهم إلى المدارس؟!


في البداية أوضحت الدكتوره وفاء الطجل مستشارة تربوية وتعليمية للاعمار الصغيرة من ثلاثة سنوات الى سن 8 أن مرحلة الأساس تسمى بمرحلة التعليم الحسي حيث الأطفال في هذا العمر يحتاجون إلى أشياء محسوسة للتعلم، كما أن التعليم الحسي يعني التعليم الذي يحتوي على التفاعل البشري المباشر، ونسبة التعلم عن طريق التفاعل البشري أعلى بكثير من أية طرق أخرى للتعلم، مثل الفيديو وغيرها لأن الأطفال في هذه السن بحاجة إلى أن توكل إليهم مهام حسية عن طريق التجربة المباشرة ولمس الأشياء والأدوات التعليمية بأيديهم، حتى يساعد الأطفال على فهم الأشياء المجردة لذلك هناك صعوبة شديدة في تعليم الأطفال عن بعد ويحتاج إلى تدخل الأم او الأب .

الدروس الخصوصية

وأضافت الطجل: بالنسبة للاستعانة بالمدرسين الخصوصيين فهو يعتمد على نوع المدرسة والتعليمات والأم في حال كانت متفرغه أم لا وعلى كل حال فإن طلاب الأساس بحاجة إلى معلمين خصوصيين ، ولأن صحة الأطفال تأتي في المقام الأول في حال لم يكن هناك عودة للأطفال للمدارس أدعوا الأمهات وأولياء الأمور أن يتبادلوا التجارب الناجحة في تدريب الأطفال للتعلم عن بعد من خلال الدورات التدريبية وتوعية الأهالي بالاستفادة ومحاولة مساعدة أطفالنا كيف يتأسسوا ويتعلموا في البيت ، حيث أرى أن في هذه العملية نوعا من الإيجابية حيث سيلعب الأم والأب والأخ والأخت دورا كبيرا في متابعة مراحل تأسيس الطفل في التعلم وبشكل مقرب ودقيق جدا، لافتة إلى أن آلية التعليم والجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات لا يقدر عليه طلاب مرحلة الأساس، حيث أن الأطفال الصغار نسبة الانتباه لديهم ضعيفة وبالتالي في التعليم عن بعد تحتاج المعلمة الى تنبيه الأطفال كل 5 دقائق وعلى المعلمات والتربويات لهذه الفئة من الطلاب أن يوكلوا مهام تفاعلية للأطفال حتى لا يفقدوا الانتباه . كون الأطفال في هذه المرحلة لايتحملون الشرح والسرد في القصص بدون أي تفاعل ويشعرون بالملل لذلك في طرق تعليم الأطفال لابد من وجود تفاعل حركي ومشاركة في نفس الوقت.

إيصال المعلومة

وفي السياق نفسه أوضح المستشار النفسي والإجتماعي شجاع القحطاني بقوله :لا شك أن هناك صعوبات تواجه الأطفال واولياء الأمور في مرحلة الإبتدائي في التعليم عن بعد حيث أن هذه المرحلة تحمل مواد كالرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم وغيرها من المواد حيث يواجه الآباء صعوبة في إيصال المعلومه للطفل بشكل جيد والزامه بالتركيز والانتباه ومساعدته على الحفظ وحل الواجبات فالصعوبه شديدة جدا، كون التدريس مهارة وفنا ولها طرق وأساليب يدركها المتخصصون ويتعلمها المعلمون وتتطور مع الوقت ومع الخبرات والسنين ولكن الآباء والامهات يفتقدون هذه المهارات وهذه الطرق والأساليب في التعليم وايصال المعلومة، ولذلك يشعر أولياء الأمور بوجود عوائق وحواجز تحول بينهم وبين توصيل المعلومه لأطفالهم فيصابون بالإحباط والقلق وربما ينتج عنه توتر بين الآباء والامهات والأبناء.
أما بالنسبة للإستعانة بالمدرس الخصوصي فهناك فروق فردية بين الطلاب فهناك من هو ذكي جدا وآخر متوسط الذكاء ومن يكون استيعابه ضعيفا.. والرغبة في المذاكرة والقدرة على الفهم والحفظ وعلى الإستيعاب والتركيز تختلف من طفل لآخر، وأيضا على حسب المواد المقررة فهناك أطفال متميزون في مواد معينة ومواد أخرى يتفاوتون في إستيعابها، وبالتأكيد إذا كانت الأسرة ظروفها المادية تسمح فالإستعانة بالمدرس الخصوصي سوف يفيد كثيرا في سرعة إستيعاب الطفل وتقدمه وتفوقه ويخفف من التوتر والقلق داخل العائلة.

الصحة اولا

ويضيف القحطاني بقوله أما من حيث حقيقة الحاجة إلى عودة الأطفال إلى المدارس فمن خلال رؤية ونصائح وزارة الصحة والجهات الحكومية وعدم اختفاء الفيروس حتى الآن فأعتقد أن صحة الطفل وسلامة الأسرة والمجتمع هي الأهم لذلك لايمكن أن نجازف بصحتهم وصحة المعلمين في ظل بدائل التعليم عن بعد يمكنها أن تخفف من الأضرار التي قد تحدث خلال التعليم في المدارس ، كما الطلاب تختلف صحتهم من طالب ذي مناعة جيدة وآخر مناعته ضعيفة بالإضافة إلى أن هناك أطفالا مصابين بأمراض مزمنة أو وراثية كالسكري .. ولا شك أن مخالطتهم بأطفال أو معلمين مصابين سيؤثر على صحتهم فالصحة أولا والسلامة أولا لجميع أفراد المجتمع.


الأجواء الصفية

من جهتها تقول الدكتورة نادية باعشن عميدة جامعة جدة من خلال تجربة التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا فإنه رغم الجهود الملموسة في إنجاح هذه التجربة فإن ثمة صعوبات وتحديات ملموسة وبالتحديد على مستوى الطلاب والمدرسين في المرحلة الابتدائية وهي عدم توفر الاجواء الصفية وهذه لا تقدر بثمن وتواجد الطالب أو الطالبة مع المعلم أو المعلمة وتعاطيهم مع المعلمين بشكل مباشر لا توازيه أي تجربة أخرى حتى التعليم عن بعد ، واعتماد الطلاب على أنفسهم أو بمساعدة والديهم، ، لذا فإن التعليم المباشر يعد تجربة ثرية وهي تؤسس الذاكرة التعليمية لطلاب مرحلة الاساس مما يساعد على ترسيخ المعلومات لدى الطفل بدلا من قراءة الكلام أو مشاهدة مقاطع مسجلة دون أخذ وعطاء بينه وبين المعلم، كون التعليم المباشر. لافتة إلى أن طلاب المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة لا يدركون أهمية التعليم عن بعد لذا لا يلتزمون بالصفوف المنزلية .

الجانب الإيجابي

من جانبها أوضحت منيره الحقباني المتخصصة في تعليم رياض الأطفال بقولها : أن عملية تعليم الأطفال من البيت أمر صعب جدا سواء على الأسر أو الكوادر التعليمية ، كونها تجربة جديدة على المجتمع ككل ، والصعوبات تأتي دائما في البدايات ومع مرور الوقت تتقلص تلك ، ، كما أن الوضع الراهن ليس اختيارا ، وعلى الأسرة أن تتهيأ نفسيا وأن لا تضع العدسة المكبرة على السلبيات ، بل يجب أن تنظر الى الجانب الإيجابي حيث أصبحت المسؤولية الكاملة تقع على الأسرة ، وبالتالي أصبح البيت هو المدرسة والغرفة التي يجلس بها الطفل لمتابعة الدروس وبالتالي يجب تهيئة غرفة هادئة ومريحة ومراعاة صحة وسلامة الجلوس للطفل وسلامة نظره ، من جانب آخر استثناء هؤلاء الفئة من الاطفال وعودتهم للدراسة لا يرى من زاوية واحدة ووزارة التعليم تدرك اهمية الحضور لهذه الفئة من الطلاب ولكن لديها أولويات وتنظر نظرة أشمل وأعمق. ولا ننكر أننا كنا في بداية الأمر متخوفين ولكن الحمد لله فإن تجربة التلعيم عن بعد تسير وفق ما هو مخطط له و يتبقى الجانب الاجتماعي الذي سيفتقده الطفل من خلال تعامله مع زملائه والمعلمين بشكل مباشر .

ومن جانب آخر تنصح أخصائية متابعة صعوبات التعلم لدى الأطفال بجميع المراحل ومتابعة حالات عدم القدرة على فهم اللغة والكلمات والعمليات الحسابية الإخصائية زينب زمزمي أن مشكلة تعليم الصغار في البيت بمثابة مشكلة تواجه أغلب الأمهات بغض النظر عن العمر وهي مشكلة متواجده في البنات والأولاد لمختلف الأعمار، ويحدث الذعر أكثر في حال تفتقر الأم لخلفية طرق التعليم، وبالتالي هناك خطوات بسيطة لمساعدة الآباء وهي تتمثل في وضع جدول قبل الدخول إلى المنصة يحتوي على بعض المهام المحمسة مثل ان تضع صورة الطفل وهو في حصة الرياضيات أو القراءة وغيرها من المواد ، وأيضا في فترات الإستراحة حتى يتحمس الطفل. وتخيير الطفل عن الوجبة التي يفضلها خلال الاستراحة وتوفير خانة صغيرة لمساعدة الطفل في الإستمتاع من خلال وضع النجوم والصور التقديرية والمحفزة. وإتاحة وقت لتواصل الطفل مع أحد أصدقائه خارج تطبيق منصتي عبر أي تطبيق آخر والمذاكرة فيما بينهم ، كما أنه من الضروري أن نستوعب أن هذه تجربة جديدة على العالم بأكمله والاطفال بالتحديد وبالتالي نحاول دعم الطفل ونعزز روح المنافسة والثقة في النفس .

لذا يفضل أن يكون وقت الدراسة في فترة الصباح قبل الدخول إلى منصة مدرستي والابتعاد عن السهر كما أنه لابد من تحضير الدرس قبل دخول الطفل الى المنصة حتى لا يتشتت انتباهه بمعلومات وتفاصيل ليس لها داعٍ، بالعكس سيكون معطاءً وفاهماً الدرس ومتعاونا مع المعلمين وزملائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *