تعددت وجهات المسار السياحي للفريق الإعلامي إلى محافظة القرى بمنطقة الباحة للوقوف على أهم المعالم وفي نهاية جولة قرية الأطاولة التراثية تمت زيارة متحف الشملاني والاطلاع على معروضاته الشعبية التي تمثل مراحل عديدة تجسد الاكتفاء الذاتي لمتطلبات الحياة الاجتماعية عبر الزمن .
ومن هناك واصلت الحافلة تقلّ مجموعة كبيرة من الإعلاميين تمضي عبر طريق الملك عبد العزيز يخترق القرى التي بدت بأضوائها وكأنها الثريا تتلألأ في السماء .
صوت المرشد السياحي يرتفع مشيرا إلى قلعة حجرية ملفتة للانتباه بطرازها الفريد ليخبرنا بأنها قلعة بخروش بن علاس تتسنم ربوة تشرف على وادي الحسن بحصونها الاسطوانية القائمة على أركانها توحي بأنها ثكنة عسكرية غير عادية وهناك حطّت الحافلة وخرج الإعلاميون تحملهم الدهشة والانبهار وهم يقرأون تاريخاً رائعا لأحد أبطال المنطقة الذي تحالف مع الدولة السعودية الأولى في تلك المرحلة وتصدّى مع رفاقه ضد الأتراك بكل بسالة لينزلوا بهم الهزائم التي تسببت في جلائهم من المنطقة فقد سطروا أجمل الملاحم البطولية بقيادة هذا الفارس، ولعل تصميم القلعة بتحصيناتها الدفاعية يعكس الرؤية العسكرية لدى هذا القائد.
وزادت الدهشة والجميع يصعدون إليها ينظرون من شرفاتها ويطّلعون على تفاصيلها الداخلية ومداخلها ومخارجها وأنفاقها السرية التي تمكن المقاتلين من الوصول إلى الآبار وحمل الماء دون أن يراهم الأعداء وهذا ما حدّث به بعض أبناء قرية الحسن الذين ساهموا بوعي في ترميم القلعة وفق إمكانياتهم وإن كانت تلك القلعة التي أصبحت تشد إليها الزائرين والسياح تحتاج إلى عناية أفضل وتنظيم أجمل من الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة السياحة وبلدية القرى لتكون معلماً هاما بقيمته التاريخية.
وهذا ما نتوقعه في ظل الاهتمام المتزايد بمثل هذا المواقع والمحافظة عليها . وبعد تلك الزيارة الجميلة تحرك الرّكب إلى متحف الفيّان بالأطاولة في موقعه المميز فوق هامة جبل سامق ظهر فيه الجهد الرائع من صاحبه في بنائه وتنظيمه وفتحه للزوار وكان اللقاء مع سعادة المحافظ الأستاذ خالد العبيلان وشيخ القبيلة ورئيس البلدية وعدد من الأعيان بما يعكس حالة التعاون والتكاتف لإظهار هذه المحافظة الجميلة وإبراز مقوماتها الرائعة ودعوة المستثمرين إليها لتأخذ موقعها الذي تستحقه على خارطة السياحة بمنطقة الباحة.