متابعات

سعودية تتحدى الفشل بالابتكار

الباحة ـ حمود الزهراني

استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرّفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة وأصبحت شريكة في بناء الوطن وأجهزته على الرغم من التحديات والمعوقات، فضلًا عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، وتوليها المناصب العليا في قطاع التعليم، وهنا نجد أن تمكين المرأة السعودية ودعم قدراتها بالتأهيل وإتاحة الفرص جعلها شريكًا حقيقيًا فاعلًا في بناء الوطن والتنمية، ومن النماذج المشرفة للمرأة السعودية سيناريو حنان أحمد العمري، والتي أستطاعت أن تقهر ظروف المرض وحققت طموحاتها وكتبت اسمها في “دفتر” الناجحين. والمبتكرين، كما انها تحمل درجة البكالوريوس في التربية الخاصة وعضو مجلس الشباب بمنطقة الباحة ، ومدربة ومديرة للتدريب معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وعضو في بالمركز الإعلامي بإمارة منطقة الباحة

وشاركت بالمؤتمر الخامس بمسار الابتكارات والاختراعات وابتكرت جهاز تنبيه ذاتي لمرضى الكلى – وهو عبارة عن سوار يقوم بتنبيه مرضى الفشل الكلوي عند زيادة السوائل الضارة في جسم المريض.

قصة العمري مع المعاناة بدأت منذ ولادتها حيث اكتشف الأطباء تشوهات خلقية في جسدها وأنها ولدت بكلية واحدة ، الأمر الذي جعل والديها يسافران بها في رحلات متكررة بين الباحة والرياض وخضعت طيلة سنين طويلة إلى عدة عمليات جراحية ، وفي سن السابعة من عمرها تم ادخالها المرحلة الابتدائية. تقول العمري في أول يوم للدوام كدت أن اطير من الفرح ولكن كان والداي يتوجسان خوفا علي خصوصا إنني خلال ايام الدراسة كنت ارتاد عيادات الأطباء ورغم ذلك أظهرت تفوقا في دراستي الأمر الذي ادهش معلماتي، لافتة إلى أنها في المرحلة المتوسطة راجعت المستشفى بعد ظهور الآلام في ناحية الكلية وهناك أبلغ الطبيب بأن هناك ضعفا في عمل الكلية ربما يسبب لي فشلاً كلوياً خلال السنتين القادمتين حينها طلب مني والداي الجلوس في البيت ولكني رفضت ذلك تماما وأني قادرة على الدراسة ، واستمريت في دراستي رغم الآلام والتعب وأنا في الصف الثاني المتوسط أصبح الألم لايطاق حيث نقلت بسيارة الإسعاف الى المستشفى ، وبعد عمل التحاليل أخبرونا بأن لدي فشلا كلويا ولابد من الانتظام في جلسات الغسيل بشكل يومي ، الأمر الذي أجبرني على التوقف عن الدراسة لخمس سنوات كاملة. وتابعت – وهي تسرد قصتها مع الألم – أنها بعد السنة الأولى من الغسيل استطاعت التأقلم مع وضعها الصحي وجلسات الغسيل ليصبح روتينيا ، وبدأت في إقناع والدي بالعودة لمقاعد الدراسة ولكنه رفض في البداية ومع إصراري وإلحاحي وافق، لأبدأ بعدها مرحلة جديدة وإصراراً أكبر حتى تمكنت من التفوق في المرحلة المتوسطة والثانوية بحماس وعزيمة ، وفي الجامعة استطعت أن أتفوق رغم ظروف مرضي ولا زالت اواصل نجاحي في مجال عملي.

وسردت حنان العمري لزوار الفعاليات قصتها التي ترى فيها أن الطريق الى الهدف بسيط وسهل مهما كانت العقبات والظروف أمامك للتوقف ،فقط هي الإرادة والطموح ما يزيل كل عقبة، وما يقرب الهدف ، وقالت : بدأت قصتي قبل أن أولد على هذه الحياة باكتشاف الأطباء تشوهات خلقية في المسالك البولية وأنني سأولد بكلية واحدة ، لتبدأ الحياة الصعبة على والديَّ بين الرياض والباحة والعمليات الجراحية والمواعيد الطبية التي استمرت لسنوات طويلة ، والتي رغم ما فيها من ألم إلا أنني وجدت من الفرح والمرح الكثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *