البلاد – رضا سلامة
أطلقت إيران مناورات عسكرية شرق مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، في إطار خططها للإبقاء على حالة التصعيد والتوتر المستمر في المنطقة، وتزامنًا أظهرت الإحصاءات الجديدة من شركاء طهران التجاريين الرئيسيين انخفاضًا كبيرًا في صادرات وواردات إيران، فيما يمكن وصفه بمحاولة الملالي صرف الأنظار عن تراجع الاقتصاد والتجارة الخارجية بتوتير الأجواء في المنطقة وتسويق نظرية “العدو الخارجي”، لحشد الرأي العام الداخلي المنصرف عن النظام.
ويمكن فهم المناورات العسكرية الإيرانية في سياق تقرير لموقع “فورين أفييرز” نشر قبل ثلاثة أيام، أفاد بأن النظام الإيراني لا يريد تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، لأن ذلك سيبطل مبرر وجوده، حيث يستخدم الحديث عن وجود تهديد من عدو أجنبي (أمريكا)، كمبرر له للقمع الداخلي وتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط.
ودأبت قوات البحرية التابعة للحرس الثوري على إرسال زوارق هجومية سريعة لمضايقة السفن الحربية الأمريكية الموجودة في الخليج، إذ تعد إيران مصدر تهديد دائم لحرية الملاحة العالمية في المنطقة وخاصة مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 30% من إجمالي النفط المنقول بحرا.
واستشهد التقرير بتأكيدات شيوي وانغ، الباحث الأمريكي الذي احتجزته إيران لمدة ثلاث سنوات، بأن التقارب بين طهران وواشنطن أوهام، وأن نظام الملالي يستمد أوكسجين الحياة من خلال التوترات مع أمريكا، وأن المصالحة معها بمثابة تهديد له وتقويض لشرعيته، لذلك يريد الإبقاء على حالة من التوتر يمكن السيطرة عليها من أجل تبرير سياساته الداخلية والخارجية، مشددًا على أنه استخلص هذه الحقائق خلال سنوات السجن التي أتاحت له فرصة التعرف على النظام من الداخل، ومقابلة شخصيات من أطياف المجتمع، ومن بينهم أشخاص عملوا لصالح النظام.
وتأتي المناورات الإيرانية لصرف الأنظار عن أزمات الداخل في ظل احتقان سياسي متصاعد وتدهور اقتصادي متسارع وحشد الرأي العام المحلي تجاه الخارج، إذ أظهرت الإحصاءات الجديدة من شركاء طهران التجاريين الرئيسيين انخفاضًا كبيرًا في تجارة هذه البلدان مع إيران.