الدولية

تحرير لبنان من الذراع الإيراني قبل الإصلاحات

البلاد – مها العواودة

مع بدء الرئيس المكلف مصطفى أديب أمس (الثلاثاء)، الاستشارات مع رؤساء الكتل النيابية تمهيداً لبدء رحلة التأليف، توقع مسؤولون ولادة الحكومة بـ14 وزيراً، في غضون أسبوع، لملء الفراغ في مرحلة انتقالية لا تتجاوز العام الحالي، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى بيروت للمشاركة في الذكرى المئوية لتأسيس لبنان الكبير، إضافة إلى عقد لقاءات مع رؤساء كتل وأحزاب سياسية لتسهيل ولادة حكومة أديب للشروع في تطبيق الإصلاحات الإنقاذية.
وهدد ماكرون بحجب خطة الإنقاذ المالية وفرض عقوبات على الطبقة الحاكمة إذا لم يحدث التغيير المنشود، كما أكد أن الأشهر الثلاثة المقبلة أساسية للتغيير الحقيقي في لبنان، مبدياً استعداده لاستضافة مؤتمر دولي في باريس أكتوبر القادم حول لبنان.

وعلى ضوء ذلك، أكد مسؤولون وسياسيون لبنانيون لـ”البلاد”، أن حكومة أديب غطاء لحزب الله ومشروعه الإرهابي، الذي يريد من العقد السياسي الجديد في لبنان الانقضاض على الدور العربي في رعاية لبنان، وأن خارطة ماكرون تضغط في اتجاه إعادة إنتاج تسوية تسمح لحزب الله وإيران باستمرار فرض سيطرتهم على البلاد.
وقال الوزير اللبناني السابق معين المرعبي، إن أي حكومة لا يكون هدفها الأساسي تجريد حزب الله من سلاحه غير الشرعي والذي يستخدمه في الإرهاب داخل لبنان ودول الجوار ستكون حكومة فاشلة، مشيراً إلى أن زيارة ماكرون هدفها المصلحة الفرنسية العليا المتعلقة بالغاز والنفط في المتوسط، وذلك من خلال محاولة استرضاء أغلب الجهات السياسية اللبنانية، وهذا يصب ضد مصلحة لبنان العليا من خلال الابقاء على سلاح مليشيات حزب الله الذي سيبقى مهيمنا على الحياة السياسية والحكومة بشكل كامل. ويرى أن الحل سيكون في إقناع ماكرون لحزب الله بالتخلي عن سلاحه وهو ما تحتاجه لبنان.

وأكد منسق عام التجمع من أجل السيادة نوفل ضو، أن حكومة أديب واجهة للاحتلال الإيراني وغطاء لسلاح حزب الله الذي يضع يده على القرارات الاستراتيجية للدولة اللبنانية، ويرى في حصر مهمة الحكومة المقبلة بملفات الكهرباء والإصلاح وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت ومساعدة اللبنانيين على تجاوز الأزمة الاجتماعية خطأ كبير، وأن عدم اعتبار ملفات السياسة الخارجية والقضايا الاستراتيجية من أولويات الحكومة يعني عملياً تركها لحزب الله وتغطية لمشروع إيران.
ولفت ضو إلى أن ما يحتاج إليه لبنان اليوم هو استعادة سيادته قبل أي مطلب آخر. وأضاف “ثورة اللبنانيين تستحق من ماكرون أن يتعاطى معها بقيم ثلاثية الثورة الفرنسية: حرية ومساواة وأخوة، لا بثلاثية سلاح حزب الله: شعب وجيش ومقاومة”.

من جانبه، أكد المحامي والناشط السياسي جوي لحود، خشية الشارع اللبناني من أن تكون مبادرة ماكرون هي عملية تجديد للتسوية الفاشلة التي عقدت عام ٢٠١٦، فيقع لبنان من جديد في مسار تعويم حكم حزب الله وأعوانه. ويرى أن التهديد بالعقوبات على أركان العهد الحالي في لبنان، هو العامل الذي سرّع بتكليف مصطفى أديب بتشكيل حكومة، وأن الضغط الذي مارسه الرئيس الفرنسي يظهر فقدان حكّام لبنان لأي حس بالسيادة الوطنية.
وأضاف “الاتفاق المفاجئ على تكليف شخصية هبطت بمظلة أجنبية، سارعت معظم الكتل النيابية إلى تزكيتها، دون بحث ولا تدقيق، دليل على تبعية المجموعات السياسية، وفي ذلك لم يراع الأصول، بحيث خرج خبر التكليف قبل إجراء الاستشارات النيابية الملزمة”، مؤكداً رفض الشارع اللبناني الواضح لأي سيناريو حكومي يكرّس قبضة الطبقة الحاكمة التي سيطرت على لبنان بشروط الإذعان الناجمة عن انقلاب ٧ مايو ٢٠٠٨ الدموي، كما أشار إلى أن طرح عون للدولة المدنية هو شعار مفخخ. واستطرد: “نرفض أي حل يأتي على حساب سيادتنا تحت ذريعة مصالح الدول، ونرفض أن يكون لبنان ساحة للتجارة السياسية، لبنان بلد محتل ويجب تحريره أولاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *