اجتماعية مقالات الكتاب

تعليم افتراضي

إبراهيـم العقـيلي

انطلق أمس الأحد عام دراسي جديد مختلف تماماً.. إنها الدراسة الافتراضية في زمن كــورونـا، زمن البقاء في المنزل، زمن التباعد، زمن التعـلّم الافتراضـي عن بعد..
قد نفهم هذا النوع من التعلم في مراحل الجامعة والثانوية، ولكن ماذا عن رياض الأطفال؟ والابتدائية الأولية؟
بعد أكثر من ستة أشهر من البقاء في المنزل، هل نتوقع أن يكون صغارنا قد استوعبوا القصة؟ لماذا هم باقون في البيت؟ لماذا لا يذهبون للمدرسة؟ كيف سيتلقون الدرس؟ كيف يسألون إن لم يفهموا؟ وقبلها كيف نضمن أن يبقوا أمام الشاشة لساعات؟ إنها مهمة كبيرة انتقلت من كنف المعلم والمعلمة إلى رؤوس الآباء والأمهات.

قد نرى ارتفاع طلب هؤلاء للإجازات لكي يكونوا بجانب صغارهم ويضبطون تلقيهم الدروس عن بعد.. فهل ستكون جهاتهم مرنة في منحهم الإجازات؟ ولو كان الوالدان من المعلمين فكيف ومتى يكونان مع أطفالهم وقت تلقي الدرس على الهواء؟
ألم نقل إنه زمن كــورونـا الذي قلب الموازين، وخلط الأوراق، وعلق الخطط، وأجل التنفيذ، وأوقف النشاط، وصار الناس ينتظرون بارقة أمل في دواء أو عقار يزيل هذا الكابوس.. ورأينا سباقاً محموماً وتنافساً أولمبياً في طول الكرة الأرضية وعرضها لإعلان كشف عقار لم يستوف الحد الأدنى من اختبارات الأمان.

تعلقت الأنظار نحو جنيف حيث منظمة WHO ينتظرون إعلاناً، أو بارقة أمل تعيد للدنيا نبض حياة يكاد يتوقف.. إلا إن الأخيرة لم تكن أقل ارتباكاً ممن ينتظرون الأمل منها..
نعود للتعليم الافتراضـي في زمـن كـورونـا لنقول إنها قد تكون فرصة عظيمة لمن يحسن التعامل معها من الطلبة والطالبات عبر تطوير مهاراتهم بالاعتماد على النفس في الحصول على المفاتيح الأساسية ومن ثم الانطلاق في البحث عن المعلومة، ومن المهم التعود على الصبر والبقاء وقتاً أطول في هذه المهمات، بخلاف وقت التعلم الفعلي والتواصل المباشر مع المعلمين.. ومن المهم تخصيص ساعات مكتبية يومية للمعلمين بحيث يتمكن الطالب والطالبة من الذهاب للمدرسة والجلوس وجهاً لوجه مع المعلم والمعلمة مع المحافظة على تباعد المترين ولبس الكِمامة وشرح ما صعُب عليهم.
@ogaily_wass

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *