في المعتاد ما يجذب الجمهور لمشاهدة العمل الفني هو أسماء الأبطال، لكن ثمة شئ غيرت هذا الأمر في السنوات الأخيرة تحديدا بعد مسلسل نيران الصديقة والسبع وصايا والعهد، إذ أصبح إسم المؤلف المصري محمد أمين راضي، هو مفتاح الجذب الاول لمشاهدة العمل الفني، ليكون الجمهور على يقين أنه سيشاهد عمل درامي مختلف ومتميز.
وقد كشف محمد أمين راضي لـ “البلاد”، أن مسلسل”مملكة إبليس” إستغرق فى كتاباته عامين ونصف، وقد كان مقرر له ثلاثة فصول بالبداية، ولكن مع بدء التصوير وجدنا أن نهاية أحداث الحلقة الـ15، جاءت حاسمة بالأحداث الدرامية، لذلك فضلنا ان يكون العمل على فصلين، بعدد حلقات أقل، بالإضافة أن عرض العمل على المنصات الإلكترونية لها سمات خاصة، وهذا مفيد بشكل جدي لمتابعة العمل.
وتابع راضي أن أحداث المسلسل تحمل إسقاطاً عاماً على المتغيرات المجتمعية للشعب المصري، وجاء إخفاء العامل الزمني للأحداث مقصوداً لذلك، والتركيز بشكل مبسط على حالة الأنفلات الأمني التى شهدتها مصر عقب الحملة الفرنسية، وأن إنعدام الأمن بالشارع المصري، أدى لخضوع حارة “حدق” التى تشهد الأحداث الدرامية لقانون القوة، وسلطة أهل الشر بالحارة.
وحول وجود أغاني قديمة بالعمل أوضح أنها جاءت بسياقها الدرامي، والأغنيات جزء أصيل من التكوين الفني للأحداث الدرامية بالعمل، خاصة أغنية ” فى الهند أبو العجايب” التى جاءت مناسبة لبداية إنطلاق أحداث الفصل الأول، بالإضافة إلى إرتباط شخصية “حماصة” بأغاني الراحلة سعاد حسني وهذا ما كشفته الأحداث الدرامية بالفصل الثاني، وجاء اختيار أغاني سعاد حسني كإهداء لروحها، وإيصال رسالة مجتمعية أن الطبقات المتواضعة بالمجتمع المصري ليس بضرورة أن تحمل ذوقاً فنياً سيئاً، وان الأحياء الشعيبة تمتع بذوق فني رفيع.
وأضاف ان أصعب الحلقات التى كتبها للعمل هي الحلقة العاشرة من الفصل الأول، وكيفية ابراز دور “حنية ” والتى تلعبها رانيا يوسف، بعد تعرضها لمحاولة قتل، و”ازهار” والتى تلعبها غادة عادل، ومساعدتها لها والوقوف بجوارها بالمستشفي، وحالة النفاق بينهما لأنهما وجهان لعملة واحدة فى الشر، وان الشخصية الدرامية الأقرب له هى شخصية “حماصة” والتى يجسدها كريم قاسم، لانه عندما سنحت له الفرصة للتغير إلى الأفضل فعلها، وإيصال الرسالة الدرامية للمشاهد أن الأحداث السيئة بحياة البشر من صنعه فقط وليس للمكان أو الظروف الإجتماعية دخل فيها.
وعن ماشهده الفصل الثاني من جديد فى أحداث المسلسل، أوضح الكشف عن أسباب تغير اسم الحارة من حارة “حدق” إلى حارة “الجنة”، كما شهدنا التطور للأحداث الدرامية بشخصية “حماصة” حتى وفاته، بالإضافة إلى انضمام فنانين جدد بالفصل الثاني، منهم أحمد صيام، وناهد السباعي.
وتابع راضي حول اختياراته المختلفة والمتميزة دائما لأسماء شخصياته بالإعمال الدرامية مثل استمنوها في مسلسل العهد وسيد نفيسة في السبع وصايا وحنية وفتحي إبليس وكاسية في مملكة إبليس، أن كل اسم لابد أن يكون له دلالة ، ولكن هذه الأسماء ليست مخترعة، بل هى موجودة بالفعل في حياتنا اليومية، كما أكد راضي أن الإسم بلا شخصية أو فعل لا يعطي ناتج للعمل ولا يؤثر على المشاهد.