اجتماعية مقالات الكتاب

مأزق العلماء

على مر العصور والتاريخ .. يواجه العالم فجوة علم ومعتقدات وانكار وخزعبلات .. بعيدة كل البعد عن المفاهيم العلمية والبحثية .. ولا ادل على ذلك ممَّا يواجهه العالم اليوم من ازمات كان يمكن تفاديها لو ان هناك حلقة وصل وتواصل بين علوم العلماء وعامة الناس .. والكيانات المجتمعية والمؤسسية للمنظمات بكل تخصصاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والادارية ..الخ.

ومن المحزن المبكي .. اننا في العقد الاول من القرن 21 والعالم يفاجأ بجائحة .. كورونا .. ونتائجها وافرازاتها .. من تهاوي للنظم العالمية .. الصحية والاقتصادية والاجتماعية ..الخ. وذلك بسبب عدم الاستعداد بأدوات استشراف المستقبل .. وبالتوقعات والخطط العلمية لمواجهة الاوبئة والكوارث الطبيعية .. وليس ذلك فحسب ولكن بقناعة شريحة متعاظمة من بعض البشر .. حول العالم .. بان هذا الفيروس من صنع المعامل والمختبرات وتم تسريبه عنوة بهدف تقليص اعداد البشر حتي تستطيع فئة محددة من المنتفعين لضبط ايقاع الحياة .. والتمتع بكفاية الموارد الطبيعية والمالية ورفاهية العيش.

وامر آخر ظهر عليى السطح جليا .. هو الفجوة العميقة بين العلم والعلماء من جهة وبين الساسة من جهة اخرى .. وهو تضارب وانكار المعلومات والحقائق العلمية والاجراءات البحثية.. وتعليمات السلامة الصحية .. بل ذهب الامر الى ابعد من ذلك .. وهو ترويج الساسة لنجاعة بعض الادوية في العلاجات مخالفة لرأي العلم والعلماء ونتائج التجارب والابحاث في المختبرات.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو اين الخلل .. ؟! ومن يتحمل مسؤلية سد الفجوة المعرفية وزرع الثقة بين العلماء وعامة الناس .. ؟!

انني اري ان هذا الامر يتحمل مسؤوليته العلماء انفسهم اذ لا يكفي ان يقبع الباحثون والعلماء في المعامل والمختبرات ويكتفون بعرض نتائج ابحاثهم النهائية علي المجتمعات البشرية .. دون مشاركتهم في الغوص في مراحل وخطوات البحث والتحليل والتجارب .. وكيفية الوصول الي النتائج.

هذا ويلعب المتخصصون في حقل ..الاعلام العلمي دورا فاعلا في نشر ثقافة الابحاث العلمية ونتائجها .. وسد فجوة الثقة المفقودة نتيجة المبالغات الاعلامية التي تفرزها وسائط التواصل الاجتماعي ومجموعة المجتهدين والقانعين بنظرية المؤامرة .. التي تعتمد علي الحدس الخاطئ وبعيدا عن تحليل المعلومات والوصول الي الحقائق العلمية وفق منهجية مدروسة.

واخيرا .. تلعب الجامعات والمدارس من خلال مناهجها ايضا دورا حاسما في قضية الفهم والادراك والوعي الجمعي الجماهيري في تعلم العلوم واهميتها في حل مشاكل الحياة المستعصية التي تقود في النهاية الي العيش بأمن وامان وسلام .. وهدفها النهائي هو رفاهية مطلقة لبني البشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *