الإقتصاد

السعودية تعزز قدراتها في الذكاء الاصطناعى والتقدم الحضاري

القاهرة – محمد عمر

أكد خبراء اقتصاديون أهمية إنجازات المملكة وتقدمها فى مجال الذكاء الاصطناعى واستشرافها لتحديات المستقبل بشكل احترافى ، مشيدين بإسهامها الرائد في استقرار الاقتصاد العالمي والتقدم الإنساني.

 


وقال محمود شكري المحلل الاقتصادي وخبير أسواق المال : إن المملكة علي موعد مع قفزات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي والنمو المتسارع لهذا القطاع الواعد، مشيرا إلى التطبيقات التي تسمح لحاملها من الوقاية من فيروس كورونا ومعرفة المخالطين من عدمه وذلك بتقنيه جديدة استحدثتها الهيئة السعودية للذكاء الصناعي بالتعاون مع وزارة الصحة، وظهر ذلك جليا في تطبيق “تباعد” ، وذلك بهدف معرفة المخالطين للحالات الإيجابية وتجنبهم وإصدار تحذيرات على الجوال لتفادي الإصابة بالفيروس في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، والتي حرصت السعودية على توظيف كل ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والبيانات الضخمة في خدمة المواطن.

وأضاف : ليس هذا فحسب بل تم تطوير نظام مالي جديد يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تطوير قطاع الدفع الالكتروني في العديد من القطاعات وتحديثه بالشكل الذي يرتقي ومستوى الخدمات؛ خاصة المقدمة من قطاع الاتصالات في هذا المجال، كما قدمت نموذجا متطورا في تقديم خدمات المالية سواء المصرفية أو غير المصرفية .

توطين التقنية
من جهته، قال أحمد محمد الإمام، خبير الدراسات والاستشارات الاقتصادية: إن المملكة عملت على سرعة النفاذ إلى العصر الرقمى ومواكبت التغير العالمى ومن أجل ذلك أُنشئت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” التى أوكل اليها توطين التكنولوجيا الرقمية والذكاء الصناعى و رقمنة البيانات و التسارع نحو دمج جميع القطاعات والهيئات فى الاقتصاد الرقمى وتهيئة السوق السعودى لعصر البيانات الضخمة- BIG DATA و تحليلها و دمج القطاعات المختلفه وربطها بالقطاع المالى واستخدام التكنولوجيا المالية مع اعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي من شأنها أن تسهم في تمكن البرامج والقطاعات الحكومية والخاصة المختلفة نحو تحقيق مخرجات رؤية 2030.

وأضاف: تقدر قيمة اقتصاد البيانات والذكاء الاقتصادي في المملكة بنحو 15 إلى 20 مليار ريال، مع توافر فرصة لتحقيق إيرادات إضافية واعدة تقترب من 40 مليار ريال ، كما نجحت “سدايا” في إنشاء بنك البيانات الوطني الذي أسهم في دمج وتوحيد أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، أي ما يعادل نحو 30 % من الأصول الرقمية الحكومية، ومن المخطط أن يسهم الاقتصاد الرقمى فى المملكة بمعدل 12.5% من الناتج المحلى الإجمالى للمملكة 2030.

الرؤية والتنافسية
بدوره، أكد الدكتور حسام الغايش الخبير الاقتصادى أن المملكة تخطط لمستقبلها بكل عناية ودقة وتعتمد على العلم الحديث في كل خطوة تخطوها وفق منظومة متكاملة؛ تؤكد أن الرؤية الطموحة 2030 تتسارع بأهدافها إلى مكانة متقدمة من أجل الازدهار في جميع المجالات بلا استثناء ، ويتجلى ذلك في موافقة خادم الحرمين الشريفين ، على اعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي ، وهي خير دليل على تحول المملكة لدولة مزدهرة ترسم ملامح المستقبل كما يتناسب مع طموحاتها.

وأضاف: إن مايميز الرؤية السعودية الاستراتيجية للتقدم والتنمية المستدامة ، هو قدرتها العالية على بلورة وتحقيق الأولويات الوطنية الكبيرة والهامة ، ووضع أسس التنافسية للانطلاق نحو الريادة بهذا القطاع الهام والحيوى اقتصاديا وتكنولوجيا، وأيضا تسعى لتحقيق الأهداف الوطنية، ومن ضمنها 66 هدفا تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على البيانات والذكاء الاصطناعي ، ويقع على الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي دور أساس في تعزيز مكانة المملكة، والوصول بها إلى قمة الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات، ويتوقع أن يسهم هذا التوجه بأكثر من نصف تريليون ريال من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2030.

واعتبر الدكتور الغايش أن مؤشرات نجاح المملكة في الاستثمار الأمثل للبيانات وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي واضحة ومبشرة ، فقد ساهم بنك البيانات الوطني خلال أقل من عام على إنشائه في دمج مجموعة بيانات حكومية ، لبناء واحدة من أكبر سحابات المنطقة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لتحديد فرص إيرادات ووفورات بمجموع 40 مليار ريال، ووضع استراتيجية طموحة ومبتكرة للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة، وبالتالى تعزيز قدرتها على قيادة الاقتصاد السعودي نحو المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *