من الطبيعي جداً أن يكسب الهلال، أو يخسر ديربي العاصمة وكذلك النصر ..
ولكن من غير الطبيعي وغير المنطقي والغريب على وسطنا الرياضي ردة الفعل غير المبررة التي حدثت بعد اللقاء، وحالة التشكيك ورمي التهم التي نالت وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم وجميع منسوبيه، ووصلت لتدخل السلطات الأمنية وكأنهم السبب الرئيس والمباشر في رباعية الهلال القاسية. نعم.. النتيجة كانت قاسية وقربت الدوري كثيرا للهلال، ولكن هذا لا يجعلنا أن نخرج عن ذوقنا العام في التنافسية، وتخرج عبارات تمس الذمم والإخلاص في العمل؛ فالمسئول الأول والأخير عن فوز الهلال هم نجومه والداهية» رزفان» الذي عرف كيف يتعامل مع تفاصيل اللقاء، فلك أن تتخيل لاعبين بحجم كاريلو وكنو والعابد في دكة البدلاء فكيف تكون العناصر الأساسية.
فالهلال تفوق داخل الملعب ونجح، فيما حرص أخواننا النصراويون في التفوق خارجه، ونجحوا بامتياز ولكن هذا لن يجلب لهم النقاط بل بالعكس تماما، فهو سوف يزيد من الضغط على اللاعبين ويفقدهم التركيز داخل الملعب، فبالتالي سيزيد الوضع سوءا، وقد يفقد النصر حتى المركز الثاني الذي يحتله حالياً ..
جولة العودة شهدت 8 انتصارات ومثلها خسائر، وغاب التعادل فيها، وهنا يتضح قيمة التنافس وفعالية الإعداد والقدرة على مواجهة عقبات جائحة كورونا فالجميع تأثر، ومنهم من كان يملك المنهجية على التجاوز ومنهم من جهز أعذار العثرات ،، فالقائمون على رياضتنا قدموا كل الجهود الممكنة لخدمة جميع الأندية بلا استثناء من باب العدل والمساواة، وإن كان حصل لبعض
الأندية عقبات فهذا طبيعي، ولنا خير شاهد عودة الدوريات الأوربية وما حصل فيها من تداعيات كورونا في أولى جولات العودة، وفقدانها لبعض عناصرها المؤثرة، ولكن عندما يصل الأمر- للأسف- عند البعض ممن ليست عندهم
القدرة على تحمل خسارة فرقهم، إلى رمي التقصير الفني الحاصل في مستوى فرقهم على
مسئولي الرياضة. بل ويشككون في عملهم.. فلسنا بحاجة لهذه المنافسة ونلغي الدوري وشكراً .
يجب علينا أن نزن الأمور بميزان العقل، لا العاطفة فخسارة لقاء لا تجعلنا ننزلق إلى الأماكن المظلمة التي قد تؤثر على مجتمعنا بشكل عام، فالفرق التي انتصرت تستحق عطفاً على المجهود الكبير الذي قدمته داخل الملعب، والفرق التي خسرت عليها مراجعة حساباتها الفنية وعطاءات لاعبيها داخل المستطيل الأخضر، وعدم التحجج بعوامل ليست موجودة إلا في عقولهم الباطنة فقط.
بقعة ضوء
المتتبع لاستعدادات فرسان مكة قبل أولى المواجهات، لم يكن يتوقع أن يظهر الفريق بهذا المستوى الباهت وحالة « التوهان « التي ظهر عليها معظم اللاعبين، فالأخطاء كانت حاضرة وعدم القدرة على العطاء كانت « سمتهم « ولكن ما يميز المنظومة الوحداوية هي القدرة على العودة سريعا، وهذا مالمسناه خلال منافسات الدوري، وما ينتظره الجمهور خلال المرحلة المقبلة .
@atif_alahmadi