أَخفي هوًى في الضُّلوعِ وأُظهرُ … وأُلامُ في كمدٍ عليكِ وأُعذرُ
بيت للبُحتُري، تفرد بوصف أحوالنا في أكرم أيامها الإسلامية بل والعالمية كُل عام، عندما نبتهج برؤية ضيوف بيت الله على مشاعر عرفات مُستقبلين وجهتهم التي أتوا إليها من كل فج عميق، ليشاء خالقهم أن يكون تآلُفهًم هذا العام تألُف القلوب المؤمنة بقضاء الله وقدره ودعواتهم له بإزاحة ما قدره الله لعالمهم من وباء منع أفواجاً منهم من حضور مشاعره،
ليُثبتوا بدينهم السمح أنهم حاضرون مهما حالت بهم الأصقاع من ظروف وأحكام، واقفين خلف ما اتخذته المملكة وفق شريعتهم، التي توافقت عليها دول العالم الإسلامي، من احترازات مشددة للمحافظة على أمن وسلامة الأرواح من زوار الأماكن المقدسة، وهو أسمى المعاني الإنسانية -ظاهرة وخفية- التي حاكاها شعار حج 20/41، مركزيته كما وضعها الله بالكرة الأرضية (بيت الله الحرام) في منظر ما أبدعه يعكس شعائر ومعالم وأهداف كلمة «حج»، فجمعت «الجيم» في جمال الله وكعبته، و»الحاء» في حياة الأمة المًسلمة، «بسلام آمنين»، من أي خوف، معبرة عن أحوالنا في عامينا الميلادي 20 والهجري 41، في تقاطع بين أعوامنا السالفة والحاضرة بظروفها التي لا يعلم أقدارها إلا باعثُها، لكن (إن بعد العُسر يُسرا).
أجل، إن مكة قِبلة المُسلمين، وبوصلتها التي تهتدي إليها قلوب العالم بكافة أطيافه ودياناته، ليُشرفنا الله بخدمتهم، في ظل حكومة أيدها الله هي درع العالمين العربي والإسلامي، تجعل أولى اهتماماتها الإنسان أولاً وهو ما لمسناه من جهودها في مواجهة كورونا لم تُفرق بين أبنائها من المواطنين وأي مُقيم على أراضيها مهما كان نظامياً أو غير نظامي، لأنها مملكة الإنسانية التي انطلقت من شريعتها ورؤيتها 2030 في توحيد وتحقيق وتنسيق وتكامل وتناغم في أدائها.