متابعات

خطة استثنائية وخدمات صحية فائقة

 جدة – البلاد

يأتي الاعلان عن الخطط التنفيذية الاستثنائية لإقامة حج هذا العام ، في ظل تفشي جائحة كورونا، ليعكس من جهة عبقرية المملكة في فن إدارة الحشود والمخاطر وتنظيم موسم الحج بأعلى درجات الخدمات تنظيميًا وصحيًا وأمنيًا. وليعكس من جهة اخرى، قوة الارادة السياسية للدولة في قبول التحدي المتمثل في مواجهة مرض معدٍ يشوبه الغموض ليس له علاج أو لقاح حتى الان، فضلا عن استعدادات جميع الجهات ذات العلاقة والقطاعات المشاركة في خدمة الحجاج والوفاء بمتطلبات أداء الشعيرة ، كامتداد طبيعي لتحقيق معدلات النجاح القياسية المتتالية لمواسم الحج السابقة عاما اثر عام.
وان كان قرار المملكة بإقامة حج هذا العام قد جاء بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسكه لمختلف الجنسيات من الموجودين داخلها، فان ذلك يعكس حرص المملكة على إقامة الشعيرة بشكل آمن وصحي ، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الحاج وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقاً لمقاصد.

الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي ، فيما يعكس القرار ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، – أيده الله – من الرعاية والعناية والحرص الدائم، على تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان وفي كل أمن وصحة وسلامة، وما اتخذته من الإجراءات الاحترازية لحمايتهم، منذ بدء ظهور الإصابات بفايروس كورونا.

70 % من الحجاج مقيمون
30 % سعوديون
ومن جهتها اوضحت وزارة الحج ان الراغبين في أداء مناسك الحج من غير السعوديين المقيمين داخل المملكة يمثلون 70 % من إجمالي حجاج هذا العام، وان الأولوية ستكون لمن لا يعانون من أي أمراض مزمنة، ولمن لديهم شهادة فحص مخبري تثبت خلوهم من فيروس كورونا، ومن لم يسبق لهم أداء الفريضة من قبل، ممن أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة، على أن يتم اختيار الحجاج إلكترونيًا من بين المسجلين ممن تنطبق عليهم المعايير الصحية جميعها،مع تعهدهم بالالتزام بمدة الحجر التي تقررها وزارة الصحة قبل وبعد أداء الشعيرة ، فيما تمثل نسبة السعوديين 30 % فقط في ذات الوقت الذي تقوم فيه المملكة بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين، وأثبتت قدرتها في الحفاظ على إقامة الشعائر الدينية حتى في أوقات الأزمات والأوبئة ورعاية واحتضان ضيوف الرحمن وتقديم أفضل الخدمات لهم وتأمين سلامتهم.

خطط تنفيذية
وفي هذا السياق اوضح وزير الحج محمد بنتن أنه من منطلق حرص المملكة على سلامة النفس البشرية من هذه الجائحة تم العمل على إعداد خطط تنفيذية استثنائية لتنظيم موسم الحج مراعيًا المتطلبات الطبية بدءًا من العزل الصحي للحجاج قبل أدائهم مناسك الحج وبعده، وتوفير البيئة الصحية، والحيز المطلوب للتباعد الآمن لأماكن سكن الحجاج وأماكن تواجدهم في المشاعر المقدسة ، وإعداد خطط التفويج للمسجد الحرام، وجميع مراحل المناسك بما يضمن الالتزام بالمعايير التي حددتها وزارة الصحة ، إضافة إلى تطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالتغذية،
مشيرا إلى اعتماد وزارة الحج على الأدوات والحلول التقنية لدعم تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل مقنن ومتقن بإذن الله، وسيعمل على تنفيذ هذه الخطط كوادر بشرية مؤهلة ومدربة من الجهات الحكومية المشاركة كافة وفي مقدمتها وزارة الداخلية ووزارة الصحة.

مستشفى ميدانى
ومن جانبه اكد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ، أنه ضمن الإجراءات الصحية التى ستتخذ لضمان سلامة حجيج هذا العام، إقامة مستشفى ميدانى، ومركز صحى فى عرفة، إضافة لوجود طواقم طبية مجهزة بكافة الإمكانيات لإسعاف اى حالات من الحجيج ، منوها الى أنه سوف يتم فحص جميع المشاركين فى أداء الفريضة ، وتوفير كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية والحرص على تحقيق التباعد الاجتماعى، وكذلك خضوع جميع المشاركين للعزل المنزلى عقب انتهاء المناسك ، مشيرا الى خطة صحية دقيقة لمتابعة الحجاج وأوضاعهم الصحية خلال فترة أداء المناسك ، من بينها توفير سيارات إسعاف مجهزة فى حال أي طارئ وفرق طبية ستكون متواجدة طوال فترة الشعائر ، مبينا أن المملكة وضعت إجراءات مشددة لمتابعة حجاج هذا العام تبدأ من قبل وصولهم إلى المشاعر المقدسة ، حيث ستؤخذ الفحوص لهم للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، وهذا يشمل جميع القائمين على خدمتهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن والعاملين في المشاعر، إضافة إلى ذلك سيكون الحجاج أقل من 65 سنة وغير مصابين بأمراض مزمنة، كما سيتم إخضاع جميع الحجاج للحجر المنزلي بعد انتهاء الحج. مجددا التأكيد على أن المملكة التي وضعت صحة الإنسان أولًا وستواصل جهودها المبنية منذ سنوات طويلة على المحافظة على الأمن الصحي العالمي.

وسام فخر لنا
وعلى صعيد تصل دشن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطة لاستقبال قاصدي المسجد الحرام في ظل ما تمر به البلاد من تبعات جائحة كورونا ،مؤكدا أن الرئاسة عكفت خلال المدة الماضية على دراسة جميع الخيارات والخطط الميدانية والاستباقية بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات الحكومية المعنية لاتخاذ الإجراءات وآليات تحقيق الأهداف المحددة والتيسير على ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل طمأنينة ويسر، مبينا أن الرئاسة جندت كامل طاقاتها البشرية وخبراتها العملية والعلمية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص في إدارة الحشود والكثافة البشرية، ووضع أعلى الإجراءات الاحترازية والوقائية والإرشادية والتوجيهية لضمان سير وسلاسة خطتها لهذا العام.

ومن جهة أخرى دشن الشيخ السديس، حملة «خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا» في موسمها الثامن, لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين على أكمل وجه، موضحا أن الرئاسة حرصت على الاستعداد المبكر لموسم حج هذا العام بخطة جرى إعدادها مسبقًا؛ تناولت المحاور التي تحقق الأهداف وتُمكن ضيوف الرحمن من تأدية مناسكهم بكل يسر وتطبق فيها جميع الإجراءات الاحترازية المتعلقة للحد من انتشار الفايروس ، مبينا أن الحملة تُعنى بهدفين رئيسين هما حُسن الوفادة للقاصدين وحُسن الهداية للعالمين، مؤكدًا أن بلاد الحرمين حققت الريادة في هذا المجال وسط منظومة من الخدمات المتكاملة يؤديها أبناء هذه البلاد المباركة بكل فخر وشرف واعتزاز.

الأمن العام
نائب مدير الأمن العام قائد قوات أمن الحج اللواء زايد بن عبدالرحمن الطويان ناقش خلال الاجتماع المشترك للجهات المدنية والعسكرية والخدمية المشاركة في حج هذا العام المنعقد بمركز القيادة والسيطرة لأمن الحج عددا من الموضوعات الخاصة بسلامة حجاج بيت الله الحراموالخطط التنفيذية الأمنية والمرورية والمشاة ووضع خطط تقديم الخدمات بكل أشكالها موضع التنفيذ منوها بمستوى الإعداد والجاهزية لمختلف الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن لحج هذا العام الاستثنائي، مؤكداً المضي قدماً في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة – حفظها الله- بأن يكون حج هذا العام صحيا وآمنا.

نجاح باهر
وهكذا يتوقع المراقبون للمشهد الايماني والوضع الصحي في البلاد ، ان يشهد موسم الحج لهذا العام في ظل تكامل منظومة الخطط التشغيلية والخدمات والاجراءات الاحترازية ، نجاحا منقطع النظير كونه يجيء في ظل جائحة كورونا ، ما يؤكد قوة الارادة السياسية للدولة في قبول التحدي وعبقرية المملكة في ادارة المخاطر بما يحقق الأمن والسلامة للحجاج عاما بعد عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *