اجتماعية مقالات الكتاب

مريض نفسي

هل قد سمعت شخصاً في يوم يصف آخر بقوله فُلان ” مريض نفسي” من باب الانتقاص أو السخرية دون أدنى إحساس بالذنب وعدم الإنسانية تجاه هذا التصرف ؟! ؛ قد يكون فعلاً سمعته ؛ ولكن هل تساءلت حينها سؤالاً لثانية واحدة ما ذنب المريض النفسي حتى يكون نعتا للتندر والاستخفاف؟.

تلك النظرة غير الواعية تجاه المرضى النفسيين لم تأتِ من فراغ، وإنما جاءت نتيجة لقلة المعرفة حول ماهية الأمراض النفسية، بل ووجود العديد من الأفكار والمعلومات الخاطئة حولها، والتي لم تُستمد من مصادر علمية موثوقة، بقدر ما انها جاءت من خلال ما يتم تناقله بين العامة أو تمت مشاهدته في بعض الأعمال الدرامية على شاشة التلفاز والتي غالباً ما تُصور الحالة دون التطرق إلى التشخيص والعلاج.

فنجد بعض تلك الأعمال تُصور المريض النفسي على أنه شخص غريب الأطوار يتصرف بشكل عشوائي ودون وجود – أي – مبرر لذلك سوى أن مرّ بتجربة عاطفية فاشلة، أو فقد ثروته، أو بسبب أصدقاء السوء الذين جعلوه يُدمن على المخدرات حتى وصل به الحال لأن يكون مريضاً نفسياً. ورغم أن تلك المواقف والمشاهد المُعروضة قد تكون من مسببات المرض النفسي، إلا أنه من الخطأ بمكان أن يتم اختزال الأمراض النفسية بهذه الصورة السطحية التي تجعل منها محلا للازدراء والسخرية، بينما في الواقع هي أمراض كالأمراض العضوية في معرفة أسبابها وكذلك معالجتها باختلاف درجات العلاج، إضافة إلى أنه من الخطأ أيضاً أن نجعل بينها وبين قوة الإيمان والتدين رابطاً شرطياً، لا يتحقق أحدهم إلا بوجود الآخر !

إننا حقاً بحاجة ماسة إلى مضاعفة الجهود فيما يختص بالتوعية عن الأمراض النفسية على أن تكون تلك التوعية من قِبل المتخصصين، وتجد اهتماما من قبل وسائل الإعلام بمختلف أدواتها، لنصل بذلك إلى معرفة ماهية الأمراض النفسية ونصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة حولها.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *