اجتماعية مقالات الكتاب

أملج .. بحر وجبل

أطلقت الهيئة السعودية للسياحة قبل أيام موسم صيف السعودية لهذا العام تحت عنوان “تنفّس”، الذي يتضمن وجهات سياحية متنوعة لاكتشاف الكنوز الطبيعية والتاريخية والثقافية في المملكة ، وذلك عبر مسار سياحي يبدأ من مدينة تبوك في أقصى الشمال الغربي وينتهي بمدينة أبها، ويمر على عشر وجهات سياحية بالمملكة تتنوع فيها معالم الطبيعة الجغرافية والمناخية الجاذبة لكل سائح من أجل الاستمتاع بالمقومات السياحية التي تتميّز بها هذه الوجهات.

محافظتي الغالية أملج هي المحطة الثانية في هذا المسار وهذا الاختيار يؤكد أن مقوماتها السياحية جعلتها وجهة رئيسية للسياحة فطبيعتها تجمع بين البحر والجبل والسهل في آن واحد ، هذا التنوع البيئي الذي حباها الله إياه زاده جمالاً طبيعة أهلها المضيافين الذين عنوانهم الكرم والطيبة وحسن الاستقبال ، أملج جزرها ال١٠٣ بكر وشواطئها الرملية البيضاء جاذبة ومياهها المتدرجة الألوان فاتنة وشعبها المرجانية تخطف الأبصار وأسماكها لذيذة ، جبال أملج رافد سياحي مهم وتنوعها في الألوان والأحجام يجعل من سبر اغوارها متعة لا تضاهيها متعة، سهولها وكثابنها التي تمتد من الساحل حتى الداخل البعيد تأسرك بألوانها الذهبية وتشكيلاتها الجميلة وملمسها الناعم وهي وجهة في النهار حين تنعكس عليه أشعة شمس الأصيل لتشكل لوحة فنية تخطف القلوب وفي الليل يحلو السمر على هذه التلال الاخاذة .

ما ذكرته سابقاً يمثل الطبيعة الجغرافية لأملجنا الغالية وهي تمثل الجسد ولا يمكن لهذا الجسد أن يكون بدون حياة وروح فإنسان أملج هو روح هذا الجمال ومكمله والذي أعطى له رونقه وجماله ، إنسان أملج عنوانه الإبتسامة والترحيب والسعادة بالقادم وهي خصال غرسها الأجداد وقطف ثمارها الأبناء وتوارثتها الأجيال لتكون ثقافة عامة للأهالي الذين احتكوا مع الآخر المحلي والدولي وعرفوا كيفية التعايش معه بحكم أن محافظة أملج كانت أحد الموانئ الرئيسية على البحر الأحمر وكانت هناك تجارة بينية لدولتي مصر والسودان حيث كانت أملج تشتهر بصناعة السفن التجارية “القطاير” وكان بحارتها ربابين على مستوى عالٍ من المهنية والخبرة، كذلك المحافظة تزخر بالكثير من الفنون الشعبية البحرية والجبلية والأكلات الشعبية والآثار والرموز التراثية في المكان والإنسان . أملج المستقبل حاضرة وبقوة إن شاء الله على خارطة المشهد السياحي فسوف تكون وجهة سياحية عالمية من خلال مشروع البحر الأحمر الذي تحتضنه أملج وهو بكل تأكيد رافد سياحي للمحافظة ولوطنا الغالي وكلنا في خدمة الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *