الدولية

الملالي يلتفون على العقوبات عبر الصين

البلاد – رضا سلامة

يحاول الملالي جلب الصين إلى الملعب الإيراني بإغراءات اقتصادية عبر اتفاقية استراتيجية مدتها ربع قرن، وصفتها تقارير من الداخل والخارج بأنها تسليم ورهن لموارد البلاد لبكين، بهدف الاحتماء بالصينيين للالتفاف على عقوبات واشنطن وجهودها لعزل النظام الإيراني، فيما توعدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات صارمة على كل الشركات الصينية التي تدعم النظام الإيراني الراعي للإرهاب، مايؤشر لتصعيد إضافي بين الأطراف الثلاثة، في وقت تتزايد حدة الأزمة الاقتصادية في إيران ويعلن مركز الإحصاء الرسمي ارتفاع مؤشر البؤس إلى 26%، تزامنا مع تقارير تحذر من موجة احتجاجات جديدة في إيران على وقع تدهور الاقتصاد وتردي الأوضاع المعيشية.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حصولها على نسخة نهائية من 18 صفحة للاتفاقية المقترحة بين طهران وبكين، موضحة أنها توسع بشكل كبير الوجود الصيني في قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية ومجالات أخرى، وفق استثمارات متوقعة بـ400 مليار دولار، كما تتضمن الاتفاقية تعميق التعاون العسكرى، من خلال التدريب والمناورات والبحوث المشتركة وتطوير الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية، مما قد يعطي الصين موطئ قدم فى منطقة ظلت تشغل اهتمام الولايات المتحدة استراتيجيا لعقود، وفي المقابل، ستتلقى الصين إمدادات منتظمة من النفط الإيراني الرخيص لمدة 25 عامًا.

ورغم إشارة الصحيفة إلى أن الاتقاقية تقوض جهود إدارة ترمب لعزل الحكومة الإيرانية بسبب دعمها للإرهاب وأنشطتها النووية والباليستية والعسكرية المزعزة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم، إلا أنها أكدت تعهد الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضخمة على الشركات الصينية التي ترتبط بالمشاريع الإيرانية، ما يؤدي إلى المزيد من الإجراءات العقابية ضد الشركات الصينية، التي استهدفتها الإدارة الأمريكية بالفعل في الأشهر الأخيرة.

ويأتي توجه طهران لبكين بعدما جعلتها العقوبات الأمريكية على شفا الانهيار الاقتصادي، خاصة بعد عجزها عن بيع نفطها للخارج في ظل ضغط واشنطن لتصفير صادراتها النفطية، وإحباطها من الدول الأوروبية التي انسحبت شركاتها بهدوء من إيران لتجنب الوقوع في مرمى عقوبات واشنطن، فيما روسيا لا تؤهلها إمكاناتها الاقتصادية لأداء الدور المرغوب من الصين.
والاتفاقية التي لم تقدم للبرلمان الإيراني بعد، ولم تعلن الصين عنها رسميًا حتى الآن، تواجه معارضة حادة داخل إيران من مختلف الأطياف السياسية، إذ اثار المنتقدون مخاوف من أن الحكومة “تبيع” البلاد سرًا إلى الصين في لحظة ضعف اقتصادي وعزلة دولية.

وفي سياق الانتقادات للاتفاقية، طالب ولي عهد شاه إيران السابق، رضا بهلوي، بإسقاط نظام الملالي لمنع الاتفاقية مع الصين، مشيرًا إلى أن أن النظام الإيراني يهرب من السقوط بالتوقيع على اتفاقية مع الصين تطيل عمره، داعيا الشعب الإيراني للتحرك قبل فوات الآن وبيع البلاد إلى دولة أجنبية، وقال عبر “تويتر”: كلما طال بقاء النظام في السلطة، نهبت كنوز إيران، وتعذر تصحيح الأضرار، الحل الوحيد لمنع مثل هذه الاتفاقات المشينة، هو إزالة النظام في أسرع وقت ممكن.

وفي الداخل الإيراني، أقرت الصحف الصادرة، أمس، بالوضع المعيشي المتدهور للإيرانيين، في ضوء تقرير أخير لمركز الإحصاء الرسمي، أكد ارتفاع مؤشر البؤس في البلاد إلى 26%، وقالت صحيفة “تجارت”: “مؤشر البؤس يسجل رقما قياسيا”، أما “مردم سالاري” فعنونت بـ”ارتفاع مؤشر البؤس 26%”، وكتبت صحفا أخرى في ذات السياق منددة بسياسية نظام الملالي التي قادن للفقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *