متابعات

فقندش: لا أعلم من أين التقطت الفيروس

جدة ـــ خالد بن مرضاح

حينما ادرت مفتاح سيارتي في اتجاه منزل عميد الصحافة الفنية علي فقندش بعد تعافيه من كورونا وخروجه من المستشفى كنت أبحث عن مدخل لاقتحام عالمه خصوصا وأنه محاور بارع في مجال تخصصه، وقد سرد الفقندش قصة إصابته وشقيقه سيف ـ يرحمه الله ـ واثنتين من بنات شقيقه الراحل بالفيروس والظروف الصعبة التي مر بها خلال تواجده في المستشفى لتلقي العلاج داعيا الى ضرورة تطبيق الاجراءات الاحترازية ، ولافتا إلى أنه حينما كان يفوق من الغيبوبة يشعر لكأنما ثمة قاطرة مرت على جسده من شدة الألم .

ويضيف الفقندش وهو يستعيد سيناريو ذكرياته مع الفيروس إن جميع أفراد أسرته يطبقون الإجراءات الإحترازية منذ ظهور الجائحة، وحتى في جلساتهم العائلية في رمضان كان الجميع يرتدون الكمامات وكذلك في أيام عيد الفطر المبارك، مستدركا بقوله : ولكن أقسم بالله لا أدري حتى الآن من أين تسلل إلينا الفيروس ، وأذكر أن البداية كانت مع شقيقي سيف يرحمه الله الذي شعر بأعراض التعب وضيق في التنفس وتم نقله إلى مستشفى شرق جدة ومنذ أن تم إعلان إصابته بالفيروس بدأنا في تطبيق الأجراءات الإحترازية بشدة ، وقد كانت تساورني الهواجس بأنني ربما أكون مصابا بكورونا لذا فقد عزلت نفسي في إحدى الغرف ودعوت جميع أفراد الأسرة بضرورة الإبتعاد عني وفعلا تحققت هواجسي وما كنت اخاف منه حيث إنني بعد ثلاثة أيام من إصابة شقيقي سيف رحمه الله بدأت أشعر بالتعب و” كتمة ” في النفس مصحوبة بالسعال مع إرتفاع في درجة حرارة الجسم ولحظتها تواصلت مع صديقي الدكتور نايف مقبول، وأذكر إنه تم إسعافي على وجه السرعه ونقلت إلى المستشفى وهناك غبت عن الوعي وسقطت على أرض الحمام وتم تنويمي في سرير عادي، وبعدها تم نقلي إلى غرفة العناية الفائقة وهناك وجدت رعاية كاملة من قبل الطاقم الطبي وقد كنت في بعض الأحيان ادخل في غيبوبة طويلة.

ومن هنا أشكر الدكتورة نورة النهاري حرم مصطفى ادريس الله يرحمه والتي تابعت حالتي في العناية المركزة ، وقد عرفت بعد أن افقت من الغيبوبة أن هاتفي الجوال ظل مع الدكتور نايف مقبول وهو الذي كان يتولى الاتصالات مع الطاقم الطبي والتمريضي، وحينما توفى شقيقي سيف يرحمه الله لم يتم إبلاغي في حينه حتى لا تتأثر حالتي الصحية ولم أعلم بوفاته الا بعد أن خرجت من المستشفى.

ويستطرد أن الإنسان حينما يصاب بكورونا عليه أن يتعايش مع المرض لأن الهلع والخوف يضعفان مناعة الجسم وبالنسبة لي فقد كنت صامدا وتقبلت الأمر وقلت إنه قضاء وقدر وعزمت أن اتعايش مع الفيروس.

ويضيف بقوله: كان معي مريض في نفس الغرفة ورغم تعبه كان يرد على الإتصالات التي ترده ، ثم جاء بعده مريض آخر وكانت حالته سيئة جدا وكان حينما يسعل يخرج الدم من فمه وتم عزله في غرفة لوحده.

وحينما جاءني الطبيب المشرف على حالتي بعد 21 يوما وابلغني بأنني تجاوت مرحلة الخطر كدت اطير من الفرح وعند بوابة المستشفى حينما واجهت الهواء الحار قلت في نفسي الحمد لله رغم حرارة الجو الا ان الحياة “حلوة” والصحة نعمة من الله وشكرت الله سبحانه وتعالى أن متعني بالصحة بعد أن عشت أياما صعبة داخل المستشفى من آلام المرض.


وأضاف لا يسعني هنا الا أن اقدم الشكر لكل من وقف معي وعلى رأسهم الدكتور عبدالعزيز خوجه وزير الإعلام الأسبق الذي حاول أن يجد لي سريرا في العناية المركزة في أي مستشفى خاص وأبدى استعداده بتحمل تكاليف علاجي بـ(شيك) مفتوح كما أشكر الدكتور تركي العتيبي الذي كان يشرف على حالتي ولا أنسى وقفات الدكتور هاشم عبده هاشم الذي ظل يتواصل معي هاتفيا حتى بعد خروجي من المستشفى إضافة إلى الدكتور نايف مقبول الذي وقف معي منذ بداية الأزمة إلى يومنا هذا، والزميل إبراهيم عقيلي، ومن الفنانين محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر، والفنانة أحلام، ونوال الزغبي، وديانا حداد، وعبدالله الرويشد، وفايز المالكي، وعبدالله مخارش الذي وقف معي كثيرا، وسالم الهندي، والملحن طلال باغر، وحسن اسكندراني، والكثير من الزملاء الصحفيين ورجال الأعمال، واعتذر كثيرا إذ نسيت احدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *