متابعات

نجران.. مدينة الآثار وسياحة التاريخ

جدة ـ عبد الهادي المالكي

باتت منطقة نجران موقع جذب سياحي مميزاً نظير ما تملكه من مقومات طبيعية ومواقع أثرية تاريخية عريقة، إلى جانب التشكلات الجبلية التي تنحدر منها الأودية والشعاب، وكثبان الربع الخالي الساحرة، إذ أكسبت كل هذه العوامل والمقومات المنطقة جمالاً طبيعياَ أخاذاً، وجعلها مقصداً سياحياً مهماً للكثير من السيّاح والزوّار.
وتتوفر بمنطقة نجران جميع الخدمات والمرافق العامة والحكومية التي يحتاجها الزائر، حيث يعد مطار نجران الإقليمي واجهة حضارية مميزة يوفر جميع الخدمات للمسافرين والقادمين للمنطقة كحجوزات التذاكر والسيارات والفنادق والمعلومات السياحية بما يسهم في توفر أجواء من الراحة والمتعة لزيارة المنطقة، ويوجد بالمنطقة كذلك 31 فندقاً، و166 وحدة سكنية مفروشة مرخصة لاستقبال الزوّار.

وتشتهر المنطقة بالمواقع والأماكن السياحية، ومنها المواقع الأثرية والتاريخية كموقع “الأخدود الأثري” الذي يحتوي على الكثير من الآثار والنقوش التاريخية والرسومات الصخرية، وهو وجهة محببة ومفضلة للكثير من السيّاح والمستكشفين للاطلاع على تلك النقوش التي تمتد لآلاف السنين، كما يبرز كذلك موقع “حمى الأثري”، ويعد أحد أهم المواقع التاريخية والأثرية ويحتوي على عدة مواقع أثرية، بالإضافة إلى النقوش والرسوم التي كانت بمثابة أولى محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة، كما يضم موقع حمى الأثري سبعة آبار ولا زالت حتى يومنا هذا معلماً وشاهداً على التاريخ العريق لهذا المكان.
وتتميز المنطقة بالقرى التراثية التي تحتضن قصور الطين والمباني المختلفة في المسميات وطرق البناء، مصمّمة بتصاميم معمارية فريدة إذ شكلت مع النخيل والمزارع المحيطة بها على ضفاف وادي نجران منظرا في غاية الروعة، ليرى السائح والزائر وهو يشاهد بيوت الطين المنتشرة فن البناء القديم والهندسة المعمارية القديمة بزخارفها وشموخها وطرق بنائها البديعة.


ومنطقة نجران غنية بالأسواق الشعبية والتراثية المتنوعة في حي “أبا السعود” التاريخي، التي شكلت في مجملها ثقلاً اقتصادياً وتاريخياً للمدينة بما تضمه من مصنوعات وحرف أثرية تشتهر بها المنطقة كالخناجر والجنابي، والصناعات الجلدية والمنسوجات والأواني الفخارية والحجرية، ولوقوعها بجانب قصر الإمارة التاريخي، حيث يحرص الزائر على الاستمتاع بالمشاهدة وكذلك الاقتناء للاستخدام أو للاحتفاظ بها كتذكار، وشهدت المنطقة التاريخية بحي أبا السعود بنجران الكثير من المشروعات البلدية والخدمية لإعادة تأهيلها وتطويرها بما يتوافق مع أهميتها التاريخية والثقافية والسياحية، حيت أنجزت أمانة المنطقة مشروعات السفلتة والأرصفة والإنارة للشوارع وتصميم واجهات حضرية للأسواق الشعبية والتراثية وسوق التمور لتحاكي الموروث العمراني للمنطقة.

وبالنسبة للمتنزهات الطبيعية بمنطقة نجران فقد أضحت متنفساً للكثير من السيّاح والزوّار وأهالي المنطقة للاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة وجميلة بصحبة الأصدقاء والعائلة، ومن هذي المتنزهات التي تشتهر بها المنطقة ومحافظاتها متنزهات “الملك فهد، وأبا الرشاش، والجزم، والسود، وموعاة، والعشّة، والرغام، وعرقان، ونعمان”، إضافة إلى المتنزهات المنتشرة في محافظة بدر الجنوب، ومركز بئر عسكر، وما يميز تلك المتنزهات اعتدال الجو خلال فصل الصيف، وكثرة أشجار السدر، والأراك، والسلم، والسدر، وغيرها من الأشجار الأخرى ذات المناظر الجميلة، التي يستريح تحت ظلالها المتنزهين، ويجدون الراحة والهدوء والاستمتاع بجمال الطبيعة.

من ناحية أخرى تنتج بساتين العنب بمنطقة نجران ومحافظاتها أكثر من 3 آلاف طن سنوياً، على مساحة 100 هكتار.
ويعد العنب من المحاصيل الزراعية المعروفة بالمنطقة، والذي شكل هوية إلى جانب المحاصيل الزراعية الأخرى التي تشتهر بها المنطقة. ويلقى العنب بنوعيه الأبيض “البياضي”، والأسود “السوادي”، رواجاً كبيراً داخل المنطقة وخارجها، لتميزه بالجودة والوفرة والتنوع، ولما يحمله من مذاق حلو، ويتراوح سعر الكيلو من 10 إلى 15 ريالاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *