متابعات

التطبيقات وسيلة تواصلي مع عائلتي.. والرعب دفع البعض للتخلي عن أقرب الأقرباء

 المدينة المنورة – محمد قاسم

قبل أن التقي أحد أبطال الصحة كانت تدور في ذاكرتي حزمة من الاسئلة عن هؤلاء الابطال الذين كانوا وما زالوا بمثابة صمام امام المحاجر لعلاج مصابي كورونا ، حيث انهم يحتفظون في ارشيف الذاكرة بمشاهد انسانية . واخري درامية وثالثة محزنة، مشاهد وفقا لوصفهم تستمطر الدمع من اقاصي العين وحينما التقيت طبيب الاسنان الدكتور ابراهيم محمد عيد الحيسوني بدأ يتحدث بأريحية عن بداياته بالتطوع في العمل لعلاج مصابي كورونا فأوضح أنه من اهالي محافظة الحناكية التي تبعد عن المدينة المنورة بنحو 100 كيلومتر .
يقول الحيسوني بدايتي كانت بالتطوع والعمل ما بين فريق المسح الميداني وبين المحاجر الصحية في البداية كنت اقطع المسافة من الحناكية الي المدينة وبعدها سكنت في المدينة المنورة مع الكادر الطبي ، لافتا إلى أن دافعه للتطوع كان من اجل خدمة بلدي واهلي وايضاً دافع العمل الانساني كوني طبيبا.

حالة انسانية
ويتوقف برهة ويستعيد من اقاصي ذاكرته بعض المشاهد الحزينة والمؤلمة حيث قال من اكثر الامور التي ما زالت تطاردني وتقلق منامي مشهد مريضة مسنة كانت تعاني من الاكتئاب وحالات من الصرع وتم تحويلها لاحد المسشتفيات والشيء الذي يحز في القلب ويستمطر الدمع من العيون هو ان ابناءها تخلو عنها وما زلت اسأل الله ان يشفيها واتمنى ان تكون حاليا بخير ومن المشاهد المحزنة ايضا أن بعض الآباء يرفضون استلام ابنائهم ومنهم من يترك زوجته ويرفض استلامها حتى بعد شفائها خوفا من ان تكون ما زالت مريضة وأسال الله يهديهم جميعا.


دعم الاسرة
ويستطرد بقوله: كان اكبر داعم لي بعد الله سبحانه والدي ووالدتي واخواني والذين دائماً على تواصل معي وكانوا يحفزونني وزملائي من الكادر الصحي والاداريين، واحيانا كنت احس بالوحدة ولكن كان يبدد هذا الشعور تواجدي بين زملائي وانهماكي في متابعة حالات المرضي
واحمد الله عز وجل واشكره ان من علي بهذه النعمة ان اعمل بالمدينة المنورة وهذا اكبر شرف لي.
واذكر إنني حينما كنت اعبر بنقاط التفتيش وانا ارتدي الروب الابيض كان رجال الامن في الميدان يدعون لي ويقدمون لي التسهيلات اللازمة ويقابلونني بالابتسامة الراقية.

سيناريوهات العمل
ومع اطلالة كل صباح نرتب سيناريوهات العمل باشراف ودعم من الدكتور احمد البلالي. والدكتور هتان العقبي. والدكتور تركي الحربي. والدكتور فهد الجهني. وكنت افرح كثيرا حينما اتعامل مع المرضى والذين اطالع ملامح الامل في اعينهم واحس بفخر كبير وبفرحة لا توصف حينما يشفى احد المرضى ويغادر العزل الصحي. واضاف تركنا اباءنا وامهاتنا واخواننا واهلنا. سهرنا على تأدية الواجب والعمل على خدمة مجتمعنا الغالي.

لا نكل ولا نمل. عزيمتنا عزيمة الجبال توارثناها من الأجداد لافتا إلى أنه الطبيب المتطوع ويحمد الله انه يعمل مع ابطال الصحة لعلاج حالات كورونا ويخفف من آلامهم. ويضيف بصراحة اشتقت لجميع افراد اسرتي لوالدي ولوالدتي ولجدتي ولاخواني واختي الغالية. حيث انني هنا في المدينة النورة منذ . اكثر من 3 اشهر واتواصل معهم فقط بالجوال وعن طريق التطبيقات.. لكن باذن الله تنتهي هذه الغمة وارجع لهم على خير باذن الله.. وان شاء الله هذه الغمة سوف تنتهي وتبقى لنا فيها ذكريات. كل ما اتمناه اني ارجع ورايتي بيضاء ويكون لي بصمة وذكرى جميلة مع زملائي الاطباء وكادر التمريض والذي ما زلت اعيش معه وكلي امل في ان تنتهي هذه الجائحة وادعو الله سبحانه وتعالى التوفيق وان يسهل طريقي في مجال عملي حتى اتمكن من خدمة المرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *