متابعات

جدة القديمة.. انضباط والتزام بالإجراءات الاحترازية

جدة – عادل بابكير – تصوير – خالد بن مرضاح

في طريقي إلى أسواق جدة القديمة والتي تشكل محورا للتسوق بالنسبة للمواطنين والمقيمين كانت تتتراءى في ذاكرتي مشاهد الشوارع والاسواق بعد عودة الحياة الطبيعية إلى ايقاعها العادي ، وكانت ثمة افكار تساورني أن الامور تسير كما هو مخطط له من قبل الجهات المختصة خصوصا في ما يتعلق بعدم المصافحة والتباعد الجسدي بين افراد المجتمع فضلا عن ارتداء الكمامة والقفازات لكي يحمي الشخص نفسه والآخرين من الاصابة بالفيروس العنيد الذي ما زال يجثم على صدر العالم.
وفي هذا السياق قامت “البلاد” بعمل جولة ميدانية في منطقة جدة التاريخية وتجولت داخل أسواقه بداية من سوق الندى وسوق العلوي وسوق البدو وسوق باب مكة الذي كان مغلقا في وقت سابق لوجود ملاحظات على المحلات التجارية هناك.


خلال جولة “البلاد” رصدنا الانضباط والالتزام الكبير من قبل أصحاب المحلات والزائرين لمنطقة البلد التاريخية وأسواقها الشهيرة. وتعتبر جدة التاريخية متحفًا عاما لزائري عروس البحر الأحمر فهي تحوي تاريخ جدة بصورة حية فبين أسوارها وعلى جدران بيوتها هناك قصص تحكي عراقة الماضي وحضارة المستقبل ومن أبرز المواقع في المنطقة التاريخية: سور جدة، والحارات التي تحكي قصة سالفة من الزمن الغابر، والمساجد التاريخية، والأسواق التي ما زال أهل المدينة وزوارها يتوافدون عليها بأعداد كبيرة من الزوار والمصطافين للاستمتاع بالمنطقة التاريخية بمدينة جدة ووسط سوق البلد.

كما أظهرت جولة “البلاد ” اتساع الوعي الكبير بين المواطنين والمقيمين والتزامهم بالكمامة أو ما يغطي الأنف، وتم تطبيق النظام بحق المخالفين. وكانت وزارة الداخلية أعلنت عقوبة تعمد مخالفة الإجراءات الاحترازية والتدابير (البروتوكولات) الوقائية المعلنة بتاريخ 6 شوال 1441هـ بـ1000 ريال، ويشمل ذلك عدم استخدام الكمامات الطبية أو القماشية أو ما يغطي الأنف والفم، وعدم الالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي. ومعاقبة منشآت القطاع الخاص غير الملتزمة بالإجراءات الاحترازية والتدابير (البروتوكولات) الوقائية بمبلغ 10 آلاف ريال، ويشمل ذلك إدخال غير الملتزمين بالكمامة الطبية أوالقماشية أو ما يغطي الأنف والفم؛ وعدم تأمين المطهرات والمعقمات في الأماكن المخصصة لها.
كما تتم معاقبة غير الملتزمين بمسافات التباعد الاجتماعي؛ ورفض قياس درجة الحرارة عند دخول القطاعين العام أو الخاص؛ وعدم الالتزام بالإجراءات المعتمدة عند ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية.

هدوء السوق
وروى العم عبد الخالق لـ”البلاد” بأن السوق حاليا مازال هادئا ولا يوجد كثافة في حركة الزائرين للمنطقة خصوصا وأن البعض ما زال متوجسا ويخاف من الخروج من منزله.
وأضاف بأن العمل في المنطقة التاريخية دائما ما يشهد استقبالا للسائحين من داخل وخارج جدة وحركة البيع والشراء تكون في أوجها وخلال الفترة الحالية انخفضت بشكل كبير بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد والآن مع العودة للعمل مرة أخرى لا يزال السوق هادئا بحركة خفيفة خلال اليومين الماضيين.

اجراءات احترازية
من جهته أوضح عبد الله العطاس أن الإجراءات الاحترازية التي نشاهدها في محلات المنطقة التاريخية كبيرة جدا مشيرا إلى أن الكثير من المحلات حاليا تعمل على عدم إدخال أي عميل إلى داخل المحل والاكتفاء بخدمته من الخارج إلا اذا اقتضى دخوله أمرا ضروريا.
ورصدت ” البلاد ” خلال جولتها وجود الكثير من الباعة المتجولين الذي يشكلون خطرا كبيرا على مرتادي المنطقة التاريخية خاصة من خلال بيعهم للأطعمة المجهولة المصدر كالفول السوداني والمكسرات والخضروات والفواكه.بالإضافة إلى وجود عربات متنقلة لبيع الخردوات والملابس الجاهزة.
وبالرغم من جهود البلديات الفرعية للحد من انتشارهم إلا أنهم لا يزالون يتوافدون في المناطق الجنوبية بازدياد مضطرد.

فن معماري
تمثل البيوت الشعبية في جدة القديمة فنا معماريا الذي يتسم بالقوة والمتانة والصلابة إذ يعود بعضها إلى 500 عام أو أكثر.
وقامت بلدية المنطقة التاريخية بعمل الكثير من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد19 وذلك بإلزام المحلات بوضع الملصقات الخاصة بالتباعد الاجتماعي وعدم السماح بدخول عدد كبير من الناس إلى المحلات في نفس الوقت والحرص على إلزام جميع الزائرين للمنطقة بالالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *