الدولية

إيران ترضخ للإنذار النووي و«الذرية» تنتقد خروقاتها

البلاد – رضا سلامة

تبنت وكالة الطاقة الذرية، أمس (الجمعة)، قرارا ينتقد خروقات إيران للاتفاق النووي الموقع بينها والقوى العالمية الكبرى الست في 2015، ويدعوها للسماح بتفتيش موقعين يشتبه بقيامهما بأنشطة نووية سرية.

ويعد القرار الأول الذي ينتقد إيران بشأن برنامجها النووي وتصوت عليه الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ 2012، وتم تبنيه خلال اجتماع لمجلس الحكام في مقر الوكالة في فيينا، في ظل تصاعد التوتر حول برنامج إيران النووي في الأشهر الماضية.

وقال دبلوماسيون إن قرار الوكالة الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية 25 صوتا مقابل اعتراض الصين وروسيا، حليفتا إيران وامتناع آخرين عن التصويت، بينما يزيد من الضغوط على إيران للسماح للمفتشين بدخول الموقعين المذكورين في تقريرين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنهما لا يزال من الممكن أن يكونا حاضنين لمواد نووية غير معلنة أو لبقايا هذه المواد.

وينص القرار، الذي قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على أن مجلس الإدارة “يدعو إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة وتلبية طلباتها دون إبطاء، بما في ذلك إتاحة إمكانية الوصول فورا إلى الموقعين اللذين حددتهما الوكالة”.

وبدأت إيران ترضخ للإنذار النووي الفرنسي البريطاني الألماني، الذي تُرجم في القرار، إذ قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه من الممكن التوصل إلى حل مع الوكالة عبر التوافق والسماح بدخول مفتشين دوليين إلى مواقع نووية إيرانية، وذلك استباقا للاجتماع الذي صدر عنه القرار، أمس، بعد أن دعا مندوبو الدول الثلاث في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران للتعاون فورا وبشكل كامل مع المفتشين النووين، الأمر الذي شكل تحذيرا شديد اللهجة انصاعت له إيران.

وفي سياق تأكيد واشنطن على فشل الهجمات التي تشنها مليشيات موالية لإيران على مصالح أمريكية في العراق، وعدم تأثير هذه الاستهدافات على سياسة أمريكا ووجودها بالعراق والمنطقة لردع العدوان الإيراني، قال قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي كينيث ماكنزي، إن إيران تضغط لسحب القوات الأمريكية من العراق، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تغادر المنطقة بسبب الضغط الإيراني.

واعتبر ماكنزي، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن إيران ووكلاءَها في العراق ينفذون هذه الهجمات لعدم تمكنهم من الانتصار في الساحة السياسية، مشيدا بجهود الحكومة العراقية الجديدة لمواجهة نفوذ إيران في البلاد.
وتأتي تصريحات قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي بعد سقوط أربعة صواريخ بـ”المنطقة الخضراء” وسط العاصمة العراقية بغداد، حيث مقر السفارة الأمريكية التي تستهدفها عادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران، وكان الهجوم الصاروخي الأخير، الخامس الذي يستهدف مصالح أمريكية خلال عشرة أيام. وقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن هذه الهجمات الصاروخية “تهدد استقرار العراق ومستقبله”، وهو أمر لا تهاون فيه، مشددا على أن العراق لن يسمح للتيارات “الخارجة على القانون، باختطاف البلاد وإحداث الفوضى”.

وفي سياق الإرهاب الإيراني وقتل المعارضين بالخارج، أفادت إذاعة “فردا” الأمريكية الناطقة بالفارسية والتي تبث من أوروبا، بأن القاضي الإيراني الهارب، غلام رضا منصوري، وجد مقتولا، أمس، أمام فندق يقيم فيه برومانيا.
وقالت إن القاضي المتهم بالفساد المالي، والذي تم الإفراج عنه مؤقتا وتحت شروط بموجب أمر من المحكمة الرومانية، وجدَت جثته خارج الفندق حيث يقيم. وأضافت “يبدو أنه تم إلقاء منصوري من نافذة مقر إقامته، وقد توفي على الفور”، منوهة إلى أن الشرطة تحقق حاليا في سبب الوفاة.

إلى ذلك، كشف استطلاع جديد أجراه مركز أبحاث عراقي مستقل تراجع حاد في شعبية إيران وسط العراقيين، إلى أقل من شعبية الولايات المتحدة “للمرَّة الأولى”، كما وصل قبول إيران وسط العراقيين إلى “أدنى مستوى له منذ سنوات”.
وأشارت نتائج استطلاع المعهد المستقل للإدارة ودراسات المجتمع المدني (IIACSS)، إلى أن قبول إيران انخض إلى 15% فقط من العراقيين، بينما يُفضِّل نحو ثلث العراقيين أمريكا، ما يؤكد أن الإيرانيين لم يعد لهم مكان في العراق، وفقا لمدير المعهد منقيث داغر، الذي اعتبر أن ذلك مؤشر جيد للتخلص من الهيمنة الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *