اجتماعية مقالات الكتاب

الجديد في لقاحات كورونا

تحت هذا الشعار، اللقاح للجميع، التقت امم الأرض لقاء افتراضيا في مؤتمر عقد في لندن، وذلك لجمع اكبر دعم مادي كوني لتجارب صناعة اللقاحات التي سوف تنقذ البشرية من العديد من الأمراض الفتاكة. طبعا، صناعة اللقاحات وصلت إلى مراحل متقدمة. ولكن مع هذا التقدم، ما زال الطريق شاقا في الوصول إلى لقاحات ضد العديد من الأمراض الخطيرة على حياة البشر! مثلا، مرض الالتهاب الكبدي (سي) مازال يحصد العديد من الأرواح سنويا.

أيضا، مرض الإيدز. وفي المقابل، سببت أمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا، العديد من الوفيات السنوية، سواء، كانت مسبباتها فيروسات تنشط في فصل الشتاء، أو كانت على شكل أجناس جديدة من الفيروسات التي يكون مصدرها حيواني ومن ثم تكتسب صفات جديدة يمكنها من الانتقال إلى الإنسان، وتكون سببا في أحداث اضرار في الجهاز التنفسي (مثل كوفيت-19).

صناعة اللقاحات وإنتاجها، ليست بالصناعة السهلة، لماذا؟ لكي تتمكن المؤسسات التعليمية او المصانع الطبية للوصول إلى مرحلة متقدمة وموثوقة في تصنيع اللقاح وتطويره، لابد أن تمتلك بنية تحتية مكونة من معامل علمية على مستويات عالية من التجهيز، تحتوي على العديد من الأجهزة المتطورة والضرورية في كل خطوة من خطوات العمل، أيضا، موارد مالية ضخمة وقوي بشرية لديها خبرة كبيرة في هذا المجال. نعم، هذا العمل ليس بعمل يعتمد على شخص واحد (يحب أن تكون البطولة المطلقة له فقط)، إنما هي بحاجة إلى افراد لديهم الخبرة العلمية الكبيرة (من اصحاب الشهادات العليا و التخصصية). وكل هذا العمل لابد ان يتم تحت غطاء من المعايير العلمية الدقيقة والموثقة في كل خطوة من خطواتها، لماذا؟ مجال صناعة اللقاحات يعتبر مجال حساس جدا وخطر، حيث أن العمل يعتمد على توفر سلالات جرثومية خطيرة جدا للتعامل معها في ظروف معقدة جدا. وماحدث من مناقشات دوليه وإلقاء اللوم على الصين ومعاملها البحثية بشأن انتشار جائحة كورونا لهو اكبر دليل على خطورة العمل في مثل هذا المجال البحثي.

اما بشأن لقاح كورونا، فقد أعلنت بعض الدول نجاحها في تصنيع لقاحات ضد عدوي كورونا! ولقد علق بعض خبراء صناعة اللقاحات، انه قد يكون ذا فاعلية ضعيفة. وبناء عليه، للوصول إلى تأثير فعال للقاح فإنه قد يحتاج الامر الي جرعتين او ثلاث جرعات لبناء مناعة ضد العدوى!

باختصار، الجديد في هذا الموضوع ما اعلنته جامعة أكسفورد من التوصل الى صناعة اللقاح على صورة بخاخ يتم استنشاقه مثل الذي يتم استخدامه في حالات الربو. طبعا، يعتبر تطورا كبيرا جدا في صناعة اللقاحات والتي ومازال البعض يعلن انه استطاع الان عزل الفيروس لدراسته واستخدامة مستقبلا لصناعة لقاح. نعم، الحياة جميلة مع التفاؤل.
استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة
drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *