الدولية

مبادرة مصرية .. وتخريب تركي متعمد

الرياض-واس
البلاد – محمد عمر

رحبت المملكة بالجهود المصرية الهادفة إلى حل الأزمة الليبية، معلنة تأييدها دعوة فخامة الرئيس المصري وقف إطلاق النار في ليبيا اعتباراً من يوم غد الاثنين وفق المبادرة التي تضمنها إعلان القاهرة أمس.
وأكدت المملكة ترحيبها بكافة الجهود الدولية التي تدعو إلى وقف القتال في ليبيا والعودة للمسار السياسي على قاعدة المبادرات والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك ما تم التوافق عليه في مؤتمري برلين وجنيف.

وانطلاقاً من سياسة المملكة الثابتة في دعم جهود تخفيض حدة الصراعات في المنطقة والمحافظة على وحدة أراضي الدول العربية وحمايتها من التدخلات الخارجية وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء على لغة السلاح وحل الأزمات سياسياً وعدم جدوى محاولات حلها عسكرياً، فقد حثت جميع الأطراف الليبية وفي مقدمتها حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي على تغليب المصلحة الوطنية الليبية والوقف الفوري لإطلاق النار والبدء في مفاوضات سياسية عاجلة وشاملة برعاية الأمم المتحدة وبما يكفل عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيها وحمايتها من التدخلات الخارجية.
وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي قد أعلن، أمس (السبت)، مبادرة سياسية “ليبية ـ ليبية” لحل الأزمة باسم “إعلان القاهرة”، تمهد لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، محذرا من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة.

ويشمل “إعلان القاهرة”، الذي أعلنه الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي جمعه مع قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، ورئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، في القاهرة، دعوة كافة الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين، مشددا على أهمية مخرجات “قمة برلين” بشأن الحل السياسي في ليبيا، كما تتضمن المبادرة الالتزام بإعلان دستوري ليبي، مع إخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية.
وقال عقيلة صالح إن البرلمان سيعمل على دستور ليبي يمهد لإجراء انتخابات، دون إقصاء أحد، فيما شدد خليفة حفتر على إلزام تركيا بوقف إرسال المرتزقة والسلاح إلى ليبيا، مشيرا إلى أن الخطر التركي لا يقتصر على ليبيا بل على دول الجوار.

وفيما يسعى العالم لإنهاء الصراع الليبي، يواصل أردوغان عدوانه المستمر داعما للوفاق بالمرتزقة والسلاح، مقرا بقيادة القوات التركية لكتائب الوفاق خلال العمليات التي أفضت للسيطرة على ترهونة، بينما فضحته مليشيات الوفاق التي هتفت باسمه خلال دخول ترهونة في تأكيد على أنه قائد لعمليات الخراب والدمار في ليبيا.
وأفادت مصادر متطابقة أن الطيران التركي المسيّر قصف مجموعة من السيارات لأسر نازحة من ترهونة، وراح ضحية ذلك أفراد أسرتين نازحتين، وأحد شباب مدينة سرت، الذين كانوا يقدمون المساعدات للنازحين، بينما ارتكبت مليشيات السراج ومرتزقة أردوغان جريمة جديدة بحرقها لمقابر شهداء الجيش الليبي بترهونة.

إلى ذلك، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا بتمديد حظر السلاح المفروض على ليبيا منذ عام 2011 لمدة عام كامل، بعدما واصلت تركيا إرسال السلاح والمرتزقة لإشعال الصراع هناك.
وفي الداخل التركي، تتصاعد الانتقادات لحملات أردوغان لإقصاء معارضية خاصة الأكراد من المشهد السياسي، حيث شهدت تركيا أخيرا تجريد 3 نواب معارضين “منهم 2 من الأكراد” من عضويتهم النيابية.
وقال المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث هاني سليمان، إن سياسة أردوغان تجاه المعارضين تتسم بالرفض الكلي للوجود والحقوق، خاصة تعاطيه مع الأكراد الذين قتل منهم الآلاف بشكل مباشر في الداخل، أو تحت غطاء عمليات عسكرية للإبادة وفرض واقع جديد وسلب الأرض والهوية في شمال سوريا، مبينا أنه في الوقت الذي يروج أردوغان لنفسه كذبا أنه مدافع عن المسلمين، يمارس على الأرض بشكل ممنهج حملة قمع وإرهاب ضد الأكراد المسلمين، فيما ذكر رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية الدكتور كريم عادل، إن أردوغان ينتهج تمييزا واضطهادا وقمعا ضد معارضيه ضد خاصة الأكراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *