العطاء قيمة انسانية عظيمة، كما أن له انعكاسا على سلوكيات البشر وقد جاء في الحديث الشريف أن النبي – صلى الله عليه وسلم قال : ( إن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الخ )، والتواد والتراحم والتعاطف كلها مدلولات للحب والشفقة والعطاء وهي قيم قد أوجدها الله في كثير من مخلوقاته.
وللإنسان تحديداً بما وهبه الله من عقل يميز به قدرة على توظيف تلك المعاني وتوجيهها لنفع الآخرين حينما يشعر بحاجتهم المُلحة إلى أمر، كما أن الزكاة باعتبارها ركناً أصيلا وكذلك فضل الصدقة وقضاء الحوائج ليست إلا مؤكدة على ضرورة وجود تلك المدلولات بالنفس البشرية.
من هنا نستطيع القول أن التطوع بمفهومه الإجتماعي ما هو إلا امتداد لفكرة نفع الآخرين في شتى المجالات وبمختلف الصور المتُاحة والتي مر بها التطوع، حيث كان يقتصر على الفرد البسيط ثم أصبح على مستوى التجمع في صورة محدودة، إلى أن وصل إلى العمل المؤسسي من حيث التنظيم وكذلك الأهداف، ولم يُعد مفهوم التطوع محصوراً على تقديم الدعم المادي فقط، بل اشتمل كذلك التدريب والتأهيل للمستفيدين.
ولكن ورغم وجود التنظيم في صورته العامة وكذلك وجود جهات الإدارة التي تهتم بسير العمل التطوعي، إلا أن من الأمور التي قد تعود بالسلب على العمل التطوعي هو عدم التزام الفرد في أداء مهام محددة، مما قد يسبب الازدواجية مع بقية الأفراد، إضافة غياب تقدير الأهداف التطوعية مما قد ينتج عن فوضى عارمة.
إن المتطوع كفرد يحتاج إلى الدعم والتحفيز من خلال تقديم المكافآت المعنوية له، كما أن العمل التطوعي يحتاج إلى الوضوح والكفاءة في التخطيط والتنفيذ، وذلك حتى يحقق المرجو منه وتعم الفائدة على المجتمع بأسره، فالتطوع رسالة سامية، وهو من مقاييس تفاوت وعي ورقي المجتمعات.
البريد الإلكتروني : szs.ksa73@gmail.com