جدة – عادل بابكير – تصوير – خالد بن مرضاح
يأتي قرار منع التجول في مختلف مناطق المملكة ضمن تدابير مكافحة فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره، فيما أهابت وزارة الداخلية بجميع الأفراد والكيانات التقيد التام بالتعليمات المعتمدة المتصلة باشتراطات السلامة الصحية واتباع قواعد التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات بجميع صورها وأشكالها وأماكن حدوثها ، فيما تواصل الجهات الأمنية تطبيق كافة التدابير خلال فترة منع التجول من خلال نقاط الضبط الموزعة في كافة المحاور والطرق الرئيسية، ومن خلال الجولات الميدانية اليومية التي تقوم بها داخل الأحياء لرصد أي كسر لحظر المصرح لهم بالتنقل من منسوبي القطاعات الحيوية والعاملين في الأنشطة المستثناة من منع التجول، حيث بادرت وزارة الداخلية، بتحديث نماذج تصاريح التنقل خلال فترة منع التجول للفئات المستثناة ، واعتماد نموذج موحد للعمل بموجبه،
وتتولى كل جهة حكومية إصدار التصاريح اللازمة لمنسوبيها أو منسوبي القطاعات التابعة أو المرتبطة بها للذين تتطلب حاجة العمل الفعلية والضرورية والملحة حصولهم عليها، وتوثق التصاريح من قبل الجهة المختصة بوزارة الداخلية، مؤكدة أن من لم يلتزم بالتصريح الموحد والمعتمد سيحرر بحقه مخالفة منع التجول البالغ حدها الأدنى (10,000 ريال) عشرة آلاف ريال، وتتضاعف هذه الغرامة مع التكرار وفي حال تكرار المخالفة للمرة الثالثة يعاقب بالسجن، مدة لا تزيد عن 20 يوما وكذلك يعاقب بالجزاءات الأخرى المقررة نظاماً (الغرامة المالية والسجن) ، موضحة أن العقوبة لا تسري على حالات الضرورة القصوى، بما في ذلك الحالات الصحية الطارئة.
وكان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية المقدم طلال الشلهوب أكد انه خلال يومي السبت والأحد ضبط عدد من مخالفات منع التجول، 52 % منها تم ضبطها في منطقة الرياض وبشكل عام انخفض مؤشر المخالفات بصورة تدريجية مع دخول شهر رمضان المبارك في كافة مناطق المملكة حتى وصل إلى أدنى مستوياته باستثناء الرياض الذي يظهر فيها ارتفاع منذ اليوم العاشر من رمضان ولا تزال تسجل أعلى عدد مخالفات بنسبة 39% من مجموع المخالفات المضبوطة تليها منطقة مكة المكرمة بما يقارب 22% والمنطقة الشرقية بنسبة 8,5% والمدينة المنورة بنسبة 8%.
وبين المقدم طلال الشلهوب إلى أن إدارات الشرط ودوريات الأمن في كافة المدن والمحافظات نفذت أكثر من 600 جولة ميدانية خلال الـ24 ساعة الماضية لتطبيق تعليمات منع التجمع في الأحياء السكنية ومواقع الاستراحات وتمت هذه الحملات بمشاركة جهات حكومية لفرض الإجراءات الاحترازية.
وأكد المتحدث الأمني على لمسؤولية الشخصية لكل فرد في حماية نفسه وأسرته من الإصابة بالوباء من خلال الابتعاد عن أي تجمع والإبلاغ عنه.
وأشار المقدم الشلهوب إلى أن من يقوم بمخالفة قرار منع التجول (أناني) فهو لم يكتف بالساعات المسموح له بالتجول فيها بل قام أيضا بالمخالفة ولم يحسب حساب أنه قد يكون خالط أحدا من المرضى ويقوم بنقل هذا المرض لمن يخالطهم خارج قرار منع التجول.
وختم المقدم الشلهوب تصريحه في المؤتمر الصحفي بالقول بأن التزامنا بالتعليمات اليوم سيسرع تقاربنا غدا بإذن الله.
وفي ذات السياق نفذت فرق السلامة والاشراف الوقائي في الدفاع المدني من بداية منع التجول أكثر من 26,000 حالة وجولة ميدانية للتحقق من التزام المنشآت المصرح لها بالعمل خلال أوقات منع التجول باشتراطات السلامة الوقائية التي تشمل توفر وجاهزية أنظمة الوقاية والحماية من الحريق وعدم وجود ما يؤثر على السلامة العامة ومعالجة الملاحظات في ضوء الأنظمة والتعليمات وتم خلال هذه الجولات ضبط ومعالجة 746 مخالفة.
ونوه المقدم طلال الشلهوب على أن هناك ارتفاعاً في نسبة حوادث الحريق والاحتجاز داخل المنازل منذ بداية منع التجول حيث بلغت حوادث الحريق في المنازل أكثر من 23000 حالة حريق كما بلغت حوادث الاحتجاز 6156 حالة احتجاز.
جولة ( البلاد ) رافقت الدوريات الأمنية في عدد من الأحياء بمدينة جدة ورصدت خلالها مدى الالتزام بمنع التجول وعدم الخروج من المنزل إلا بتصريح أثناء ساعات المنع.
مخالفات شارع التحلية
الجولة بدأت من طريق الأمير محمد بن عبد العزيز المعروف بـ”التحلية ” وداخل حي الصفا تحديدا من طريق أم القرى حيث رصدت دورية الامن مركبة مواطن تسير داخل الحي وقامت بإيقافها وطلب من سائقها التصريح وتبين أن لديه تصريحا عبر تطبيق “توكلنا” للخروج لمدة ساعة واحدة فتم شكر المواطن واشعاره بالإجراءات التي تقوم بها الجهات الحكومية لحماية المواطنين والمقيمين من انتشار الفيروس.
مجرى السيل
وفي مجرى السيل المؤدي إلى طريق الحرمين تم ايقاف مواطن بدون تصريح يخوله الخروج من منزله وتم افهامه بعقوبة المخالفات التي تبدأ في المرة الأولى بغرامة وقدرها 10,000 ريال وفي حال التكرار تصبح 20,000 أما في المرة الثالثة فيكون السجن لمدة 20 يوما هو مصير المخالف وتم تحرير مخالفة منع التجول.
شارع ام القرى
وفي أحد الطرق المتفرعة من شارع أم القرى رصدت الدورية الأمنية أحد الأشخاص متوجها إلى داخل الحي مشيا على الاقدام فقامت بإيقافه وتبين أنه لا يحمل تصريحا وعلل سبب خروجه من منزله بدون تصريح بأنه أراد شراء قهوة من أحد الأكشاك الموجودة على الشارع وجرى تحرير مخالفة منع تجول.
ومن خلال المشاهدات أثناء سير الدورية وايقافها لبعض المركبات ، رصدنا مدى انضباط معظم المارة حبث كانت لديهم تصاريح تخولهم الخروج من المنزل إما عن طريق تطبيق “توكلنا” أو كانت تصاريح رسمية للتنقل أثناء فترة المنع من جهة العمل.
التجول بدون تصريح
وفي جانب من هذه الجولة رصدت ( البلاد ) عددا من المواقف التي تجبر البعض على مخالفة منع التجول دون حمل تصريح :
أحد المواطنين قال انه حين عودته إلى منزله تعطلت به السيارة واضطر للعودة مشيا على الأقدام ليستطيع الوصول إلى المنزل ولكن للأسف بدأ منع التجول وهو لا يزال في الشارع ولكنه لم يحصل على مخالفة لأن حالته تعتبر من الحالات التي تستوجب التعاطف معها. وذكر آخر أن أبناءه أرادوا فولا من أحد المطاعم الشهيرة ولم يكن امامه إلا أن يستجيب لطلبهم ولكن طابور الفول كان عائقا دون العودة إلى المنزل قبل بداية منع التجول.
