تعصف بالعالم أجمع جائحة كورونا ، وعلى شاشة التلفاز نعوت تتباين بين الداء ، والوباء ، والبلاء ، والفايروس ، وجائحة، مسميات عدة ، وعلى مرأى العين مشاهد عدة بين إحصائيات ، وإجراءات ، وإنجازات ، وتوجيهات ، وإرشادات ، بقوالب ثقافية متعددة تحاكي نمط المجتمع الذي تمثله تلك المشاهد ، ونظل نتنقل عبر هواتفنا النقالة ، بين مجموعات متعددة في وسائل التواصل ، ننظر الحدث تارة ، وننقل المستجد تارة أخرى ، وهذا له مقدمات خلدونية ، وهذاك وجدانيات مقتبسة أو مُقوَلة، وراصد التنبىؤ حاضر كل من وجهة اهتمامه ، فالعقاري يدلي بدلوه في غياهب جب الركود ، والمضارب يخبر بتداعيات سهماً أفرى كبد محفظته ، وبين الأنامل تختلف مأدبة التصفح فمحرك التلفار الآلي ، أو الهاتف النقال تارة – استخدام لغتنا العربية في مسميات مانستخدم أدل اعتزاز لما وهبنا الله – فهاهي كل محركات البشرية جاثمة كأعجاز نخل منقعر في ساحات العالم ، وأبخرة المصانع خامدة ،
جراء هذا الداء ، وظل خطابنا ولغتنا أسمى وأرقى بلسم بين كل لغات العالم في غرس الطمأنينة ،في بث التفاؤل ، في تعزيز الثقة إنه خطابنا العربي السعودي الذي شع في وطني نوراً بحقيقة لهذا الكيان الذي يبني الإنسان ، بما وجه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أَيده الله – وقد اتخذ من القرآن الكريم فواتح قوله ، ويأخذك المكان بهيبة الملك ، وفخر القيادة ، إلى أعماق تاريخية لصورة مؤسس هذا الكيان معتمراً عقاله العربي ، توشح بلثام الفروسية الخالدية، وبحدائه – طيب الله ثراه- :-
يا دارنا لا ترهبين
لابد ما نرجع عليك
أعطيك أنا العلم اليقين
لو ننتحي لازم نجيك
فأخذ الخطاب الملكي يتلألأ من استهلاله بصوت القائد المتمرس لكل العهود ، المتمترس بعقيدته السمحاء ، إيماناً بالله وتوفيقه ، وفي أولوياته المواطن السعودي والمقيم، كل الأنفاس أصبحت بظل إحسانه – أيَّده الله – وفي مضامينه وقائدٌ من الاهتمام تشع تلطفاً وطمأنة ، وفي خواتمه كأنه يستنطق ملامح المؤسس بحداء التفاؤل لشعبه :-
سلام يا من لي وأنا له
لا من عوى ذيب لذيب
لا من صفى جالي وجاله
ما عندنا في اللي حريب
وتأتي التوجيهات للعضد الأمين سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – سدده الله – ففي أول منحنيات الرؤية كل عين استهلها الفخر به ، والشفاه استنطقت بجليل إكليل امتنانها له، فقد قيض الله لبلده الأمين الأخيار، لمن له وحدوا، ولبيوته عمروا ،ولحدوده أقاموا ، فلأطهر أرض ملوك توجوا ،فتقر القرارات لنا ولأجيال قادمات ،ولتخسىء الأمم الآكلات ،فله من قرآننا عبر وعظات ،من رخاء الأيام نزود لمقبل السنين القادمات،فخزائن يوسف دلالات ،لتظل ترفرف خضراء الرايات ،فلا تفتىء المكارم ،ولا تفتر العزائم،ويميز الله من فسد ،وعن الموجبات من كسد، ويحضر رجال الدولة وزراء أقسموا اليمين إخلاصاً ، فبقطاع وزارة الصحة وبعد واحد وعشرين يوماً يُطل وزير الصحة قد اقتبس من القائد وهج التوجه وتنبرس منهجه بتفرد وتميز مطمئناً واثقاً ، فتشرئب الهام ، ويزداد في كل بيت سعودي الإصرار نحو تضافر الجهود معاً سنتجاوز الأزمة ،
وعلى منبر الاقتصاد وزير المالية بخطاب المسؤول المتقد ، مكاشفاً وكاشفاً للوضع الاقتصادي ، نحو آفاق أرحب ، ووطن هو الأقوى والأطيب ، وأن القادم ليس الأصعب ، وأن المستحيل بإذن الله يتحقق نحو ما نصبو والقيادة فيه ترغب ، وآفاق الصورة تأخذنا نحو تلك الأبعاد الفائقة بتنظيمها ونظمها في كل ناحية من هذه الأرض الطاهرة ، ليلهم كل قيادات المعمورة وشعوبها ، بإنسانية معهودة لم ولن تغيبها افتراءات ، وحاضر بملامح مواقفه يستمد السعوديون من ملاحم توحيد كيانهم نور بصيرة لتجاوز كافة الأزمات ، فحفظ الله قائدنا باني نهضتنا، وولي عهده أميرا لوطننا يشيد رؤيتنا ،وبارك جهود شعبهم ، وطيّب الله ثرى مؤسس دولتنا.. لحظة عميقة في ذاكرة الزمن تثبت أساس هذا الكيان المتين ببيعة مرضية في وطني السعودية يردد عهد التشييد ماردده إمام التوحيد ورجاله:-
يا الله يا الله تدفع الأجل
تدفع الشر عنا وعن ركايبنا
ووفق سعدنا في رزقٍ يسرّه عجل
لولا الرجا فيك ما حفيت ركايبنا