استمعنا جميعاً إلى حديث وزير المالية معالي الأستاذ محمد الجدعان واستمعنا فيه للعديد من التفاصيل التي كانت متوقعة جراء تأُثر التنمية والاقتصاد، وعلينا في وطننا الكبير أن نكون على مستوى المسؤولية كلاً في مستوى ما يأمل الوطن منه، فعلى الجميع شد الحزام لتخطي هذه المرحلة فقد انعكست أزمة كورونا على حجم الإيرادات وأيضاً ارتفاع حجم المصروفات وسط تذبذب أسعار النفط وتأثر الأسواق العالمية، والتي نعد جزءا منها من جراء هذه الأزمة الأمر الذي أكد عليه الوزير في حجم الإنفاق الحكومي على المشاريع مع تأجيل العديد من المشروعات القائمة وتخفيض معدل الصرف من خلال الميزانيات المخصصة وسينعكس ذلك إيضا على تقليص معدلات الأجور وأيضا انخفاض معدلا الوظائف السنوية، لذا فانه من الأجدى أن يعي الجميع بصعوبة هذه المرحلة وان يتفهم الكل أن علينا مسؤولية مضاعفة في الوقوف بجانب القيادة في هذا الظرف الاستثنائي المفاجىء الذي سيؤثر على مستوى التنمية وعلى الميزانية العامة وكذلك على كل شؤون الاقتصاد بكل تفاصيلها.
وفي الأعوام الماضية صرفت الدولة مليارات الريالات على الجامعات السعودية في خطط للتوسع في مبانيها وفي خططها وأهدافها وصولاً إلى أعلى درجات التعليم والرفاهية المعرفية ولا تزال العديد من الوزارات الحكومية والجامعات لديها من الميزانيات المخصصة الكثير لمشروعات بدأت فيها قد تحتمل التاخير او التأجيل إضافة إلى مخصصات لمشروعات كبرى بملايين الريالات لم تصرف بعد مما يجعل الفرصة مواتية للاستفادة من هذه المخصصات في خزينة الدولة للصرف على القطاع الصحي والمعيشي وصرف مخصصات الضمان والتقاعد وغيرها من الالتزامات الحكومية التي ترهق كاهل الدولة خصوصا وإن صرفت الكثير والكثير خلال الشهرين الماضيين بسبب تداعيات أزمة كورونا،
إضافة إلى أن هنالك العديد من المخصصات المالية لمشروعات كبرى ارى أن يتم تخفيضها أو تأخير صرفها وتطبيق مراحلها الإنشائية والاستفادة من الفوائض المالية في خدمة الموارد الرئيسية والأساسية مع ضرورة أن يساهم رجال الأعمال وأن يردوا جزءا من دين وفضل الوطن عليهم في مساندة الدولة في برامج المسؤولية التنموية والاجتماعية. نسال الله أن تعدي هذه الازمة على خير وأن ننعم قريباً بعودة اقتصادنا إلى مكانته الطبيعية، وأنا على يقين إنها مسألة وقت وعلينا جميعا أن نستفيد من هذه الأزمة في شتى أمور ديننا ودنيانا .حفظ الله الجميع من كل مكروه.
Loay.altayar@nco.sa