اجتماعية مقالات الكتاب

الدروس المستفادة من جائحة « كوفيد 19»

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد والعالم يعيش في حالة من التقلبات والترقب وعدم الاستقرار الاقتصادي والنفسي والصحي والاجتماعي ، فما خلفه هذا الفيروس الخطير من آثار وكوارث لم يشهدها العالم من قبل، إذ وضع هذا الفيروس الشرس سيناريوهات مختلفة لتدهور الاقتصاد وتراجعه.

ويظل السؤال : ما هي الدروس التي استفاد منها العالم اجمع من جائحة “كورونا”؟
من وجهة نظري المتواضعة أرى إن أهم الدروس التي استفاد منها العالم من كوفيد١٩ هي:
• الإدارة المثلى للموارد المالية
• تفعيل العمل بروح الفريق الواحد
• اعادة صياغة هيكلة القطاعات
• دراسة جاهزية القطاعات لمواجهة الحالات الاستثنائية
• كيفية اعادة التوازن المالي
• اكتساب سلوكيات صحية واجتماعية

ولا شك إن العالم أستفاد كثيراً من هذا الفيروس في اعادة منظومة الكثير من الأمور الاقتصادية والصحية والاجتماعية ، ففي الجانب الاقتصادي لم يشهد العالم انتكاسة كما شهدها مع كورونا وذلك من الأفضل إلى الأسوأ في التاريخ وخلال شهور قليلة فقط ، وبذلك يعتبر هذا التدهور الاقتصادي أسرع ركود في التاريخ ، ومع هذا الركود العالمي تعاملت بلادنا مع هذا الظرف بكل حكمة واقتدار ، إذ كانت السعودية ولله الحمد في مقدمة الدول التي دعمت المنشآت المتأثرة من إجراءات تطويق انتشار فيروس كورونا، فقد كان أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المتضمن تحمل الحكومة من خلال نظام “ساند” 60 % من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين، للمنشآت التي لحقتها الأضرار الناجمة عن تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19” وهو ما يشكل ركيزة مهمة للاقتصاد الوطني السعودي الذي أثبت في هذا الوقت قوته ومتانته في ظل الظروف الراهنة .

وفي الجانب الصحي انصبت كل الجهود العالمية نحو إعادة ترتيب قطاعاتها الصحية ومعالجة كل أوجه الخلل وتكريس الجهد تجاه علاج المصابين ووقاية الأصحاء بعدم تعرضهم للفيروس الشرس ، وقد تعّلم أفراد المجتمعات كيفية تجنب التعرض للفيروس من خلال اتخاذ التدابير الاحترازية وتطبيق الاشتراطات الصحية ومنها العزل المنزلي، وفي السعودية اتخذت جملة من الإجراءات الصحية التي عززت الجهود المبذولة لمحاصرة وتطويق الفيروس ، ولتكن هذه الأزمة منطلقا لميلاد مرحلة صحية جديدة تختلف بالطبع عن المراحل السابقة.

أما اجتماعيًا ، فقد استفادت جميع المجتمعات العالمية بما فيها مجتمعنا الغالي من هذه المشكلة ، إذ ادرك حجم المخاطر التي تترتب على مثل هذه الإشكاليات وكيفية التصرف لمواجهتها .

اخيراً .. يصعب الإجابة عن سؤال يكتنفه الغموض ، وهو متى تنتهي أزمة كورونا؟
والجواب : ليس أمامنا سوى التضرع بالدعاء بإن يرفع الله البلاء عن بلادنا والعالم أجمع ، وأن يكتب الرحمة للمتوفين بسببه والشفاء لمن يعانون منه ، إنه مجيب الدعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *