المحليات

عودة الدلافين الى شرم أبحر .. ترجمة لاختفاء التلوث

جدة ــ صبحي الحداد

بعد غياب الأنشطة البشرية في المسطحات المائية حول العالم بدأت هذه المسطحات تنبض بعافية الحياة الفطرية فعادت الدلافين والحيتان إلى الشواطئ وذلك نتيجة لانعدام التلوث، واتساقا مع ذلك شهد شرم أبحر خلال الأيام الماضية عودة أسراب من الدلافين والتي غابت من سنوات طويلة عن شرم أبحر ما حدا ببعض المهتمين بالحياة البحرية إلى إطلاق دعوات لتحويل شرم أبحر إلى محمية بحرية لأنها وفقا لمرئياتهم بها كافة مقومات المحمية البحرية .

” البلاد ” التقت بعدد من المختصين في شؤون البيئة والذين أكدوا أن عودة الدلافين إلى شواطيء شرم ابحر بمثابة آلية مبشرة بأنه البيئة البحرية اصبحت خالية من التلوث.
في البداية تحدثت الدكتورة ماجدة أبو راس ألاستاذ المشارك بكلية العلوم بجامعه الملك عبدالعزيز والخبيرة الدولية في التخطيط الاستراتيجي للادارة البيئية المتكاملة والاقتصاد الدائري والاستثمار الاخضر ورئيس مجلس ادارة جمعية البيئة السعودية، بقولها أثبتت العديد من الدراسات العلمية ان التلوث في المياة البحرية نتيجة ممارسات الأنشطة البشرية غير المقننة يؤثر سلبا عليها وينتج عن هذا التلوث أضرار على الحياة البحرية،حيث يصل كثير من المخلّفات البشريّة إلى مياه البحار ممّا يُسهم في تلويثها بشكل كبير.

انخفاض التلوث
وتضيف الدكتورة ماجدة أن ماحدث في شرم ابحر في مدينة جدة من عودة الحياة للبيئة البحرية من خلال ظهور متميز للدلافين وبالتالي تواجد عدد كبير من الكائنات البحرية الأخرى دليل واضح على انخفاض معدل التلوث بشكل كبير في المنطقة نظرا لتوقف الأنشطة البشرية البحرية المختلفه وانخفاض نسبة النفايات المختلفة للبيئة البحرية،حيث ان “جائحة كورونا”منحت الارض عامة هدنة من البشر وأنشطتهم الضارة بالأرض ،فعادت الحياة في البيئات المختلفة ومنها البيئة البحرية بصفة عامة.

وأضافت أن منطقة شرم أبحر تتميز بالغنى الواضح لبعض الكائنات البحرية وبالتالي وجودها قد يكون دليلا واضحا لوجود تراث طبيعي من الكائنات البحرية الاخرى والتي تتعايش في ما بينها وفق نظام أو نظم بيئية معينة لذلك ان تحويلها الى محمية يعني تخصص هذه المنطقة لحماية الأحياء التي تقطنها بحيث تكون هذه الحماية هي المنظم للعلاقة بين النشاطات البشرية والمواقع الحيوية وخاصة السكان القاطنين في حدود المحمية أو حولها، والذين سبق لهم الاستفادة من مواردها الطبيعية المتعدّدة.وبذلك تسطر المملكة نموذجا سعوديا ناجحا جديدا يضاف لإنجازات المملكة في المحميات الطبيعيه وحماية البيئة ينتج عنه حماية الكائنات البحرية وتركها تعيش في سلام للمحافظة على التوازن البيئي الذي يحتاجة البشر لاستمرار النظام البيئي اضافة الى ان تحولها الى محمية ينتج عنه فوائد اقتصادية من خلال السياحة البيئية .

الكائنات البحرية
اما الدكتور خليل بن مصلح الثقفي الرئيس العام لـ” الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة ” سابقاً ، فيقول حدث ذلك في معظم أنحاء العالم داخل المياه وخارجها فبعد ان هجر الانسان البيئة الخارجية واستكان في بيته عادت الحياة البرية والبحرية الى الظهور .
من جهته أوضح الدكتور محمد علي غندورة الاستاذ المشارك بقسم الكيمياء البحرية بكلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز من الممكن عند توقف النشاط البشري ، فإن ذلك يّحد من التلوث البيئي على البيئة البحرية مما يؤدي الى توفر العناصر المغذية والوسط الآمن للحياة ، وبالتالي عودة الكائنات البحرية الى ممارسة حياتها في بيئتها الطبيعية الآمنة التي اعتادت عليها قبل تدخل الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *