أحدثت البداية المفاجئة لحرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر هزة عنيفة في العمق الإسرائيلي جعلته يفقد توازنه لعدة أيام ،فقد واكبت إحتفال اليهود بعيد الغفران ولم يتوقع جهاز الموساد الاسرائيلى أن تبدأ الحرب في هذا اليوم، وظل الجيش المصري يكرر الضربات المتتالية بشكل مذهل بالرغم من إمكانياته البسيطة إلا أن عزيمته وإرادته كانت أقوى من أي جيش أو سلاح.
رغبة الجنود في تحرير سيناء وضعتهم بين خيارين لا ثالث لهم إما النصر وإسترجاع الأرض أو الشهادة , ووقف العالم كله إحتراما لما قامت به مصر جيشا وشعبا من مواجهات باسلة أمام عدو يمتلك أسلحة حديثة ومعقدة ولكنه لا يقاتل من أجل عقيدة.
وقد اعترف قادة إسرائيل بالهزيمة ومنهم رئيسة الحكومة الاسرائيلية جولدا مائير فقد إنهارت نفسيا قبل إنهيارها باللفظ وتسليمها بالهزيمة .
إحتار عساف ياجوري حيرة بالغة وتساءل كيف وجدنا أنفسنا في هذا الموقف المخجل وأين ضاعت سرعة الحركة والتأهب الدائم لجيشنا؟ .. وأضاف دافيد اليعازر رئيس الأركان للجيش الإسرائيلي أن تصريحات شارون للصحفيين غير مسئولة وهو يعلم أن عبورنا الغربي كلفنا خسائر فادحة ولم نستطع أن نخضع أي جيش من الجيوش المصرية.
وسخر الشارع الإسرائيلي بشدة من قيادات جيشه وقام البعض منه بحملات كثيرة وعلقت الكثير من اللافتات في شوارع المدن الإسرائيلية وخاصة في مطار بن جوريون في منطقة اللد يقولون فيها “على أخر المهاجرين إطفاء النور”, ويعني هذا أن المجتمع الإسرائيلي كان قد بدأ في الإنهيار وفقدان أعصابه.
أثر نتائج حرب أكتوبر على المجتمع الاسرائيلى:-
أما بالنسبة لأثر الحرب نفسها فتماما ما أحدثته النكسة في المجتمع المصري هو بالضبط ما أحدثته حرب أكتوبر في المجتمع الإسرائيلي بمعنى إن الحالة النفسية المتردية, والإقتصاد شديد الإنهيار, عدم الثقة في النفس, حالة الإغتراب عن المجتمع , ونسبة الهجرة المتزايدة من المجتمع الإسرائيلي وعجزهم الشديد عن جلب أي هجرات جديدة للكيان الصهيوني .
وفيما يتعلق بالآثار الإقتصادية فقد المجتمع الدولي ثقته في الإقتصاد الإسرائيلي وفي نفس الوقت فقد العالم ثقته في الجيش الإسرائيلي بعد أن كان يعتبره جيش لا يقهر فكل هذه كانت أثار حرب أكتوبر الإيجابية لمصر والسلبية لإسرائيل.
لقد انعكست حالة المجتمع بأكمله, فالمجتمع الإسرائيلي قبل 73 مختلف تماما عنه بعد الحرب, وسيظل أثرها ملموس على الإسرائيليين لأكثر من مائة عام أخرى فالحالة النفسية والصدمة التي مر بها الشارع الإسرائيلي مازالت حتى الآن على الفرد و المجتمع فمن الصعب جدا التخلص منها .
لانها تحتاج لأجيال خاصة والمجتمع الإسرائيلي قائم على العظمة و”العنجهية” والمقولات المزيفة عن الجيش الذي لا يقهر وشعب الله المختار لكن كل محاولاتهم اثبتت عكس ذلك وإظهار أنهم تخطوا هذه الكارثة مجرد تمثيلية يحاولون إقناع العالم عكس ذلك لكن الحقيقة ان الحرب كبدتهم خسائر فادحة.
فقد أثبتت لهم حرب أكتوبر أنهم يعيشون في وهم يسمى وهم الدولة , فدولة الكيان الصهيونى الاسرائيلى المسمى “اسرائيل” ليست سوي وهم خٌدع به العالم , فهى أوهمتهم أن هناك دولة عظيمة, ولكن حرب 73 هدمت المعبد على رؤؤس الصهاينة.