مقالات الكتاب

مملكة الانسان والعدو الخفي

كتب : محمد القحطاني

من كان يجزم أو يظن أدنى الظن أن سنة 2020 ستكون حافلة بحدث ربما لم نعهده إلا في حبكات الأفلام السينمائية التي تصطف الطوابير لمشاهدتها شوقا لمشاهد احيكت بترويع و تهويل كبيرين، أو في قصص هي أشبه بالأساطير عند سماعها حين حدثنا من رواها لنا من اجدادنا و ابائنا عن تلك الأوبئة التي عايشوها كدنا نجزم عند سماعها مطأطئين برؤوسنا ان زماننا غير و لن يحدث فيه ما قد حدث سالفا، فاقترنت أسماء أوبئة ذكروها بتاريخ من الفقر و قلة العلم و الحيلة، و كأننا جازمين في هذا العالم المتقدم و بشدة اننا متمكنون في كل الميادين و نستطيع هزيمة أي طاعون بل و لن يجرؤ الطاعون على دق أبوابنا. فكانت الاجابة في كائن ليس بالحي، أقل من ان يقال عنه مجهري.

 وتوالت المحن حيث أسقط منظمات وأزال أقنعة وعرفنا ان التطور والمنظومة الطبية المتهالكة في بعض الدول الغربية التي لطالما رفت لها الأهازيج تتداعى ولم تجد معين غير تلك الدول التي ربما كادت أن تكون في قائمتها الرمادية بسبب تركيزها على انتماءاتها المحورية و الاقليمية.

 ضربت المنظومات العربية الصحية في بعض دول المشرق والمغرب مثالا يحتذى به في الصرامة والالتزام فأعادت للعرب بعضا من زخمهم الذي زين تاريخ الماضي.

 فيروس نسف مظاهر الحياة وضرب بها عرض الحائط فأعراس أجلت، مواسم واحتفالات ألغيت ,مراسم وقوانين غٌيرت، سقطت اقنعة القوة والعظمة عن دول وحكومات غربية  لطالما اغترت بقوتها ليطل أولو الشأن منهم طالبين الدعاء و ما اكثر الأسئلة التي كان ردهم لها “لا أحد يعلم ما تخبئه الأيام” فتعالى صوت وحدة الشعوب العربية و هتاف المساعدات و تهافت القلوب فكان المشهد الغالب تظافر و كد و سعي شابته بعض مظاهر اللاوعي و لكنها ليست بالقوة المحبطة، بل قلة منفردة لا تكاد ترى.

مملكتنا حبيبتنا غاليتنا التزمت هي الاخرى بثوب الصرامة والاستعداد فأثلجت صدور مواطنيها، فضلت وبقوة وسخرت عتادها البشري والمادي لإنقاذ ارواح ابنائها ولو كان الثمن أكثر من ان يخمن.

لم تتوانى قيادتنا وأولي الأمر لوهلة عن تقديم النفيس والغالي من عتاد و تسخير الكوادر و الطواقم البشرية الطبي منها و الامني على حد سواء، كانت اسبق من أذرفت و دون تردد دموع الحسرة والحزن على ايقاف مواسم العمرة التي لم يعهد لها أن استوقفت ، لكن سد الطريق في وجه الزائر غير المرغوب }  فايروس كورونا { كان سيد الموقف.

جندت ترسانتها الإعلامية ليلا نهارا لنشر الوعي وإنقاذ النفيس الذي لا يتجادل عليه اثنان أرواح أبنائها أحبائها.

لم تكن كل هذه المجهودات مدعاة تعب وسكون بل امتدت لمساعدات ويد عون لم تطل غيابها يوما عن من هم نصب عينيها شركاؤها في المحنة العالمية.

سنشهد فوز وانتصار مملكتنا العظيمة و سيختفي القادم الغريب عنها و ذلك وعد الحق لمن لا يترك من الأسباب شقا إلا أتخذه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *