اجتماعية مقالات الكتاب

المملكة تحمي أبناءها

بالرغم من أن جائحة كورونا قد شلَّت جميع خطوط الطيران حول العالم، وحاصرت البشر في جميع الدول والمجتمعات، ومنعت دخول وخروج الناس عبر الحدود إلا أن المملكة العربية السعودية لا تتخلى عن أبنائها أبدًا مهما كانت الظروف، وبقرار من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أعزه الله – تعيد المملكة أبناءها الراغبين في العودة إلى أرض الوطن من شتى بقاع الدنيا.

وقد تعاملت وزارة الخارجية بحرفية عالية للغاية مع ملف إعادة السعوديين من الخارج سواء الطلاب أو السائحين أو رجال الأعمال أو العالقين عقب وقف الرحلات بسبب قرار إلغاء حركة الطيران عبر العالم، حيث نجحت سفارات وقنصليات المملكة العربية السعودية حول العالم في إعادة مئات السعوديين إلى حضن الوطن، وقامت الجهات المعنية فور وصولهم، باستضافتهم في أفضل الفنادق وأرقى الأماكن المُعَدَّة للحجر الصحي لمدة 14 يوماً، كل ذلك على نفقة الدولة دون أن تكلِّف أحداً ريالاً واحداً.

وقبل ذلك لم تدخر وسعاً في التواصل مع مواطنيها حيث تم تخصيص خطوط ساخنة في كل سفارة أو قنصلية لتلقي طلبات الراغبين في العودة من أي مكان، وفي البداية ومع أول تفشي لحالات الإصابة بفيروس كورونا قامت بإعادة أبنائها من البحرين بموكب من الحافلات الفخمة لقرب المسافة، تبع ذلك نقل المواطنين بالطائرات من قارات العالم كافة.

وفي الحقيقة فإن ما بُذل ويبذل من جهود عظيمة في كل الاتجاهات لهو ملحمة سعودية عظيمة بامتياز سيرويها التاريخ بكل فخر واعتزاز؛ ففي الوقت الذي ضربت فيه جائحة كورونا أعتى الدول العظمى في مقتل وكبَّدتها مئات آلاف المصابين وعشرات آلاف القتلى، وشلَّت منظوماتها الصحية، وأربكت سياسييها، وعرقلت عودة مواطنيها، ومن يعود منهم يتحمل كامل النفقات التي تنفق عليه، في هذا الوقت نجد الإنسان السعودي يعامله وطنه أرقى معاملة، فقد تحركت المملكة على الفور منذ بداية الأزمة، وشكلَّت خلية نشطة لإدارتها على أعلى مستوى.

وتنفيذاً للأوامر الملكية السامية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – بذلت حكومتنا الرشيدة كل الجهود والأسباب، واتخذت كافة الإجراءات في سبيل حماية صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين وتوفير العلاج المجاني للمصابين منهم دون أدنى تفرقة أو تمييز.

في الواقع عندما يتأمل الإنسان ما حدث خلال هذه الأزمة الخانقة التي أصابت العالم كله، ويرى ما حباه الله تعالى به من نعم عظيمة لكونه مواطناً سعوديّاً يحمد الله تعالى على ما يتمتع به من خدمات، ولسان حاله يؤكد أن الوطن الذي قدَّم له كل ذلك ليستحق أجلَّ وأعظم صور الولاء والانتماء والبر والوفاء طوال الحياة وحتى الممات، ففي الوقت الذي يعاني فيه عشرات بل مئات الآلاف من العالقين حول العالم من كافة الجنسيات وحدُه يجد الإنسان السعودي نفسَه محمولًا إلى وطنه محفولاً مكفولاً بكل عزة وكرامة.
Osailanim@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *