اجتماعية مقالات الكتاب

مقارنات سلبية

للنفس مفهوم عميق، وتعريفات متعددة، كما أن لها بُعداً يمتد لأدق التفاصيل في حياة الإنسان، منذ نشأته وإلى مراحل متقدمة من عمره، وذلك البُعد النفسي يظل المُتحكم في كثير من السلوكيات والتصرفات والقرارات التي يقوم بها.

وإن من أكثر الأشياء إيذاء للنفس البشرية هي المقارنة السلبية بينها وبين الآخرين، وخاصة عندما تكون بين الأطفال، باعتبار مرحلة الطفولة المرحلة الأولى في تأسيس وتكوين شخصية الطفل، فإما بناء صحيح ، أو هدم وتفريط يصعُب معالجته لاحقاً.

تلك المقارنات السلبية والعبارات التحطيمية التي يرددها المُربي تعيش في العقل الباطن، وتقتات منه لتُحدث أثراً كشرخ الزجاج يبقى لفترات طويلة من العمر، وبل وقد يبقى العُمر كله، كما أن ندوب تلك التصرفات قادرة على هز الكيان وتدمير الثقة وقتل الطموح والأحلام.

فنجد طفلاً ينمو وهو مؤمن في قرارة نفسه بأنه عديم النفع لا رجاء منه !، علاوة على كونه ناقم وكاره لكل من هم حوله، تُحركه الأحقاد ويكسوه الطمع ؛ لأنه دائماً ما يرى ذاته أقل منهم من حيث الذكاء والعطاء ، وهذا ما يعرضه للخسارة المُستمرة !

لذلك؛ من المفترض علينا أن ندرك بوعي مفهوم الفروقات الفردية والاختلافات بين الأشخاص وتحديداً الأطفال، وعلينا أن ندرك أيضاً أن للتميز مجالات لا حصر لها، ومن يجيد أمراً معيناً ليس بالضرورة أن يجيد الأمر الآخر، فالكمال لله تعالى وحده، ولا يوجد مفاضلة في هذا الشأن.

خذوا بأيدي أطفالكم، وساعدوهم في بناء قواعدهم النفسية السليمة، واتركوا لهم الخيار فيما يستهويهم على ألا يضر مصلحتهم، وحققوا لهم الاستمتاع المرجو، وكرروا على أسماعهم دائماً أنهم أروع ما في حياتكم ؛ لكونهم هم، دون أي شيء شرط وقيد.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *