«اضحك تضحك لك الدنيا» مقولة دائماً ما تتردد على أسماعنا حينما نصاب بالحزن نتيجة لخسارة شيء ما، أو لفقده أو حتى لعدم تمامه، ولكننا لا نعطيها أي اهتمام حقيقي، وذلك لأننا بطبيعتنا البشرية حين تلمُ بنا الفواجع تعمى بصيرتنا فلا نرى خارج ذلك النطاق الضيق وعند محاولة انتشالنا منه نقول: « ليس من كانت يده موضوعة في الماء كمن كانت يده موضوعة في النار! « مستنكرين بذلك كل قول محب وناصح لنا، بل وقد نرى في لحظة من اللحظات أنهم أعداؤنا لكونهم لا يشعرون بما نشعر به!
ولكن تبقى تلك الأسئلة الجوهرية التي تستحق التأمل والطرح ؛ ألا تشعرنا لسعة النار وحرقتها بالرغبة في الهرب والخروج منها ؟ ، وهل نحن حقاً نستشعر بأن بقاءنا فيها هو الهلاك لا محالة ؟ وأليس من الأجدر بنا أن نحاول الفرار وأن نحافظ على ما تبقى منا ونداوي مصابنا ؟ .
الحزن دائماً ما يُحلق حولنا ولكننا قادرون بطريقة أو بأخرى بأن نجعله لا يسكن في أعماقنا ، فالتحلي بالصبر مع السعي ، والأمل المقترن بالعمل ، واليقين الثابت الراسخ بأن كل شيء لا يبقى على حاله هو أمر ضروري لنحظى بالسلام الروحي ، ونتخطى العقبات الواحدة تلو الأخرى.
كما أن علينا أن نفهم بأن الحياة ما هي إلا رواية خُلقت بين دفتي كتاب له بداية وله نهاية، وذلك الإدراك البسيط هو الذي يجعلنا نتعايش مع أحداثها بكل سلاسة كما أنه يجعلنا نستمتع بملذاتها ونتجاوز أحزانها ، فالمواقف والأحداث التي تمر بنا ما هي إلا طريقة للرقص مع الحياة ؛ والتفاؤل هو المفتاح للسعادة.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com