سياسة مقالات الكتاب

دولة العبودية، أو مقبرة للأجانب

يبدو أن مثلث الشر (القطري الإيراني التركي) على موعد مع خلافات اتسعت في الآونة الأخيرة، وكشفتها أزمة كورونا، لكونهم كيانات وتنظيمات تمويل إرهابية ومُتطرفة في العديد من الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط، حيث انتقدت صحيفة تركية قناة الجزيرة خاصة النسخة الإنجليزية، ليعلم العالم أن هذا الـتحالف، الذي يبدو أنه لا يتزعزع، قد صار اليوم تحت تهديد من داخله،

لتعترف تركيا أن قناة الجزيرة أداة نشر دعائية مُضادة لها تحت ادعاء الصحافة المستقلة والحيادية، وعلى رغبة أردوغان في استغلال النظام القطري بشكل أوسع، وإيران بصورة غير مباشرة، وفي المقابل تتنمر إيران بكلتيهما، وهو ما يدل على أن هناك ثورة داخلية قادمة، في ظل الازمات الاقتصادية والعولة التي يُعانون منها بعد الانهيارات المتتالية لعملاتهم أمام الدولار، بخلاف ارتفاع معدل الركود بشكل ملحوظ، ورغم ذلك يدعمون الإرهاب،

رغم اهلاك الفايروس لشعوبهم، فهم لا يريدون خيرا لأبناء شعوبهم، وأن كل ما يقومون به من أجل مصالحهم الشخصية مقابل التضحية بشعوبهم المقهورة، مستغلين الأزمة الإنسانية التي يشهدها العالم في تصفية حسابات سياسية مع الدول العربية، واستمرار وسائل إعلامهما على التحريض ضد كل من السعودية ومصر والإمارات، وانجلاء زيفهم يوماً بعد يوم، أظهرته صحيفة «دايلي صباح» في مقالتها الافتتاحية تحت عنوان «الجزيرة الإنجليزية تهديد للتحالف التركي القطري»، ليستحقوا لقب دولة العبودية، أو مقبرة العمال الأجانب، حيث رصدت التقارير شهادات حية عن معاناة العُمال واللاجئين السيئة، والانتهاكات التي يتعرضون لها على يد أنظمة قمعية تسرق حتي اللوازم الطبية من الدول وتقوم بالقرصنة على السفن كما فعلت تركيا وإيران.. فمن رفع رأس مواطنيه من بلدان مثلث الشر؟ السعودية أم هم؟!!! لا مجال هنا للمقارنة.

فالمزاعم التي وردت في تصريحات وزير الداخلية التركي بأن المملكة أخفت معلومات انتشار الفيروس بين المعتمرين الأتراك، نموذجٌ جديد لفشل الجمهورية التسلطية لحزب العدالة والتنمية بعد أن فشلت في تدويل قضية مقتل خاشقجي-رحمه الله-، وما ذلك إلا تمادٍ في العداوة للنيل من سمعة الرياض، وهي عقدة الإخوان تحت لواء القرضاوي وخسارتهم كل شيء بشخص أردوغان وخامنئي وحمدي قطر، الواهمين بامتلاك العالم الإسلامي، ولإبعاد الأنظار عما يفعلونه، ولا يتناسب والدين السمح، ففي سوريا على سبيل المثال تحتل اليوم تركيا وإيران كل منهما أجزاء من مناطقها وسرقة خيراتها، مخالفين للأنظمة والأعراف الدولية، ومستخدمين السوريين والعراقيين والليبيين كورقة ضغط على العالم بهدف تحقيق مكاسب وامتيازات مالية وسياسية.

لقد أصبحت كورونا ساحة إعلان حروب سياسية عبر إعلام الجيل الرابع، بوابل من الإشاعات والمعلومات المغلوطة لتهييج الرأي العام، عبر التقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما يُعرف بـ»الحرب النفسية» التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار والتشكيك في قيادات الدول العربية، لكن هيهات هيهات فنحن صامدون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *