اجتماعية مقالات الكتاب

إجراءات المملكة مثالية والالتزام كفيل بوداع قريب

أكدت الاحصائيات اليومية لأعداد المصابين والمتوفين جراء نتيجة الإصابة بجائحة كورونا (كوفيد-19) والتي تعلن من خلال منصة وزارة الصحة وذلك مقارنة مع ما يتم رصده في دول العالم، ان الإجراءات الاحترازية والتي قامت بها الحكومة السعودية منذ بداية الازمة ذات اثر فعال وطيب في ابطاء انتشار الفيروس في المجتمع السعودي. حيث انه ومن خلال منصة وزارة الصحة اليومية عن مستجدات كورونا، ذكر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة عن وجود خطة تهدف إلى التوسع في إجراء هذه الفحوصات المخبرية والزيادة منها.

ومن ضمن ما ذكره بهذا الشأن أن عدد الفحوص المخبرية لفيروس كورونا الجديد في المملكة بلغ حتى يوم 8 إبريل 115585 فحصًا وذلك في 10 مختبرات حول المملكة، موضحا أن الفحوص تمت باستخدام تقنية البلمرة الجزيئية. وكشف أيضا عن الإحصائية الرقمية لتلك الاعداد، حيث انه أوضح عن تجاوز فحوص الكشف عن فيروس كورونا في المملكة حتى اليوم 3540 فحصًا لكل مليون نسمة.

وحتى تاريخ (15 ابريل)، أعلنت وزارة الصحة انه تم تسجيل 5862 حالة إصابة، بينها 3642 حالة نشطه، وحوالي 65 حالة حرجة، ووصل الحالات المتعافية الى 931 حالة وبلغ عدد الوفيات الى 79 حالة وفاة. وفي المقابل، ومقارنة بالدول الأخرى، سواء الاسيوية او الأوروبية او اعداد المصابين في اميركا وكندا، نجد مثلا، في القارة الاسيوية، ان اعداد الإصابات قد وصلت الي 326301 حالة إصابة وفي المقابل كانت إعداد الوفيات هي 11890 حالة وفاة. فمثلا في اندونيسيا بلغت اعداد المصابين 5136 إصابة (469 وفاة)، في الامارات كانت اعداد الإصابات 4933 (28 وفاة)، في إيران كانت اعداد الإصابات 76389 (47777 وفاة) وفي تركيا كانت هناك 65111 إصابة مقابل 1403 حالة وفاة. وفي المقابل كانت اعداد الإصابات في القارة الأوروبية كما يلي، بلغت اعداد الإصابات 19375 مقابل 2049حالة وفاة. وفي الولايات المتحدة الأميركية، حيث بلغت اعداد المصابين 616168، اما اعداد الوفيات فقد وصلت الى 26200 حالة وفاة.

في المقابل، كنت على تواصل مع عدد من زملاء في الرعاية الصحية بهذا الشأن واخذ آرائهم بتلك الأرقام المسجلة يوميا من قبل وزارة الصحة. مثلا، ذكر الدكتور ثامر الطيب (استشاري الجراحة) ان هناك ازدياد في الاعداد وقد يكون مرجع ذلك الى عدم تفاعل المجتمع منذ البداية الى التوجيهات الصادرة من وزارة الصحة. والأرجح ان تكون بسبب العمالة المنتشرة في البلد، وللتحكم بهذا الشأن، فانه يمكن عزل تلك العمالة والتحكم بحركتها. اما في الأيام القادمة فانه يمكن مراقبة مؤشر الإصابات ومعرفة المزيد من الأسباب التي تؤدي الى ارتفاع اعداد المصابين. ولكن يمكن القول ان تلك الاعداد دلت ان هناك نسبة كبيرة من التحكم في انتشار المرض بين افراد المجتمع سواء كانوا من المواطنين او المقيمين. ولكن يمكن القول ان التواصل المباشر بين افراد المجتمع ومنصة وزارة الصحة من خلال رقمها الموحد (937)، فانه يمكن إضافة أداة تحكم وذلك من خلال الوصول السريع الى المصابين واجراء اللازم معهم طبيا. أيضا، ذكر الدكتور عوض الشهري (استشاري الغدد) ان وزير الصحة قد أشار في حديثه المتلفز الى احتمالية ازدياد اعداد المصابين في خلال الأيام القادمة، ولكن لابد من الان التخطيط لما يؤول اليه موسما رمضان والحج، حيث ان هناك مشكلة القادمين من الخارج مما قد يؤدي الى تفاقم المشكلة. وذكر الدكتور نبيل زاهد (استشاري الجلدية)، ان السبب في الارتفاع يعود الي سوء تصرف بعض فئات المجتمع مع تعليمات وزارة الصحة وذلك من خلال التجول في المنازل بأسلوب قد يساهم في انتشار المرض، طبعا، الى تكدس العمال الذي قد يؤدي الى زيادة سرعة انتشار الفيروس في مجتمعاتهم السكنية.

اما الدكتور محمد الشيخي (استشاري الطب الشرعي) فقد اتفق مع الدكتور محمد الفت (استشاري اطفال) والدكتور محمد عبدالرحمن (استشاري الميكروبات الطبية) الى ان تلك الأرقام تعتبر ارقام جيدة وتدل بوضوح على فاعلية الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الحكومة السعودية، وانه لابد من الاستمرار في تلك الاستراتيجيات حتى يتم التحكم قدر الاستطاعة في انتشار الفيروس والذي سيؤدي بدورة الى انخفاض في اعداد المصابين والوفيات.

من وجهة نظري بهذا الشأن والمتعلقة بأعداد الإصابات المحلية والوفيات، فإنه، يمكن تقسيم مؤشرات الأداء بصورة عامة (محلياً) الى نسب مئوية (100%)، حيث يمكن (اكرر من وجهة نظري) إعطاء نسبة ما يقارب الـ (80%) من النسبة المئوية العامة الى ثلاث جهات وهي كما يلي:

نسبة 50% من الأداء العام والتي تنسب الى مسار الإجراءات الاحترازية والتي اتخذتها الحكومة السعودية بهذا الشأن والتي بدأت بتاريخ 27 فبراير وكانت بشأن تعليق الدخول للمملكة لأغراض العمرة وما تلاها بعد ذلك من إجراءات معروفة للجميع والى تاريخ كتابة المقال.

نسبة 15% الاخرى، يمكن إعطائها الى الاستراتيجيات والخطط الصحية العامة والتي تخص في كيفية التعامل مع المرض والاصابات وكانت صادرة من وزارة الصحة، والمتمثلة في كيفية الرصد اليومي لأرقام المصابين والمتوفين، متابعة الحالات سواء كانت المشتبه بها او المصابة، تقديم العلاج للحالات الحرجة وغيرها من سياسات علاجية ووقائية عامة بهذه الجائحة وكيفية متابعتها في المنشآت الصحية في كل منطقة.

اما نسبة 15% المتبقية من (الـ 80%) يمكن إعطاؤها للممارس الصحي، وذلك من خلال عمله الميداني (التطبيق) سواء كان العمل في منشأة صحية او نزولاً الى الميدان وذلك للرصد والمتابعة بشكل مباشر.

يتبقى للوصول الى النسبة المئوية الكلية نسبة الـ 20% والتي تعطى وتنسب الى تفاعل الشارع العام (المجتمع) مع سلسلة الإجراءات الاحترازية الحكومية والاستراتيجيات والارشادات الصحية والتعاون مع وزارة الصحة من خلال الممارس الصحي.
باختصار، من وجهة نظري بناء على المعايير العلمية والصحية منها خاصة والمتعلقة في مكافحة العدوى وانتشارها، مع متابعة يوميه لمجريات الاحداث من ارقام صادرة في اعداد الإصابات والوفيات والخاصة بجائحة كورونا،. فانه يمكن القول بما يلي:
ان سلسلة الإجراءات الاحترازية للحكومة السعودية والاستراتيجيات والارشادات الصحية لوزارة الصحة وعمل الممارس الصحي يمكن إعطائها النسبة المئوية (80%) كاملة، نعم، الحمد لله، أتت تلك الإجراءات في الوقت المناسب سواء من مختلف الوزارات الحكومية وتعاونها التام فيما بينها بهذا الشأن. الى جانب، قيام وزارة الصحة بتطبيق جميع المعايير اللازمة سواء في منشآتها الصحية او من خلال الممارسين الصحيين وذلك في تقديم جميع الخدمات الطبية والتي تناسب مثل تلك الحالات المرضية.

اما ما يخص النسبة المتعلقة بتفاعل الشارع العام مع تلك الإجراءات الاحترازية والارشادات الصحية وعمل الممارس الصحي، فيمكن تقسيمها الى نسبتين وهما: نسبة 10% يمكن إعطائها كمؤشر إيجابي لتفاعل الشارع العام مع جميع الإجراءات والارشادات الصحية العامة، اما النسبة المتبقية وهي 10% فيمكن إعطائها كمؤشر سلبي لعدم التفاعل مع كل ما تم اتخاذه من إجراءات، وهذا ما أشار اليه وزير الصحة في حديثه المتلفز بأن نسبة تقارب الـ 50% من الشارع العام (المجتمع) لم يتفاعل إيجابا مع كل تلك السياسات الاحترازية والمتخذة بهذا الشأن!

نعم، النسبة الكلية والتي يمكن أن تكون فوق 90% كنسبة مؤشر اداء كلي (وهي نسبة أداء رائعة)، ولكن عدم تطبيق الارشادات مثل البقاء في المنزل والاختلاط العشوائي (وخاصة في الأحياء المكتظة في بعض المدن مثل مكه و المدينه) الى جانب بعض الأسباب الأخرى مثل العمالة كانت وللأسف من الاسباب في رصد تلك الأرقام في هذه الفترة من اصابات ووفيات.

استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة
drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *