متابعات

الإجراءات الاستباقية خط الدفاع الأول لاحتواء الجائحة

مكة المكرمة ـــ أحمد الأحمدي

مجددا.. أثبتت المملكة قدرتها على إدارة الأزمات في كل المجالات، إذ جسدت أزمة فيروس كورونا الذي يضرب العالم حاليا استطاعتها اتخاذ إجراءات احترازية وتدابير وقائية مناسبة مع الحدث والأزمة، وقد استعدت المملكة مبكراً، وبدأت في اتخاذ قرارات شجاعة وحازمة قبل انتشار الفيروس في البلاد، ما يظهر سياسة الدولة ومدى قوتها وقدرتها على التعامل مع الأزمات، كما أن الإجراءات الاحترازية والاستباقية التي تطبقها بصورة تدريجية تترجم الوعي الذي تتمتع به في آليات فن إدارة الأزمات.

( البلاد ) التقت عددا من الأطباء والمختصين الذين أكدوا أن المنظومة الطبية في السعودية تعد خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا، وأن المملكة كانت سباقة في إطلاق الإجراءات الاحترازية التي أصبحت نموذجا عالميا لاحتواء الفيروس؛ حيث تبعت العديد من دول العالم المملكة في اتخاذ إجراءات وقائية احترازية مماثلة؛ لمنع التجمعات البشرية، منعا لاحتمالات انتقال الفيروس، ومنها تعليق الدراسة حتى إشعار آخر في وقت مبكر سبق بعض الدول الأوروبية، وتعليق الحضور الجماهيري في المناسبات الرياضية، واجراءات منع التجول، التي تتم تدريجيا، وفقا لخطط وزارة الصحة والجهات المعنية بالدولة.
وأضافوا أن المملكة اتبعت في تعاملها مع الفيروس أعلى درجات الشفافية منذ الإعلان عالمياً عن كورونا؛ خصوصا وأنها تمتلك خبرة طويلة في التعامل مع كل الظروف واحتواء ومحاربة الأوبئة وعزلها انطلاقا من تجاربها الطويلة في إدارة الحشود والحفاظ على أمنها،


في البداية، أوضح الدكتور أيمن خالد جوهرجي أستاذ علوم الفيروسات الدقيقة ومكافحة الأوبئة في جامعة أم القرى أن ما بذلته المملكة منذ ظهور هذا الوباء من جهود احترازية واستباقية كانت محل تقدير المواطنين والمقيمين على حد سواء، فضلا عن إدهاشها العالم بما اتخذته من تدابير تؤكد أنها تمتلك خبرة طويلة في فن ادارة الأزمات، وطالب الدكتور جوهرجي عموم المواطنين بالاستمرار في الالتزام بقرارات منع التجول التي اصدرتها الدولة، أعزها الله، لأن ذلك يساعد الجهود التي تقدم من قبل الحكومة، ممثلة في مختلف القطاعات؛ من أجل محاصرة هذا الوباء العالمي الخطير.

خطط استباقية
من جانبه، أوضح الدكتور إسماعيل التركستاني طبيب العدوى، و المناعة بمستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة، أن وزارة الصحة اكتسبت العديد من الخبرات العملية في التعامل مع الوبائيات، وذلك من خلال التعامل مع شؤون الحج والعمرة عبر آليات طب الحشود والأمن الصحي؛ لذا فإن وزارة الصحة قامت بوضع الخطط الاستباقية في التعامل مع فيروس كورونا منذ ظهوره عالميا، وحتى قبل ظهور أي حالة في المملكة . كما أن الممارس الصحي السعودي أصبح لديه إلمام كبير في التعامل مع الحالات المختلفة؛ سواء كانت حالات إيجابية أو مشتبها بها. هذا الإلمام المكتسب لدى الممارس الصحي ساعده كثيرا في التعامل الاحترافي مع مثل تلك الحالات.


واضاف أنه بشهادة المنظمات الدولية تتصدى المملكة باحترافية لجائحة كورونا، كما أثبتت ارقام الاصابات والمتوفين أن الارقام المسجلة محليا تعتبر من أقل الأرقام مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، وهذا يدل على نجاعة الخطوات الاستباقية والاستراتيجيات الصحية، التي تم اتخاذها وتطبيقها، والتي وضعت السعودية في المرتبة الاولى عالميا في التصدي لهذه الجائحة العالمية.

وتابع بقوله: نعم كانت هناك العديد من الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها السعودية، ومنها تعليق التعليم العام والجامعي. هذه الخطوة تعتبر أهم الخطوات الاستراتيجية في التصدي للجائحة. أيضا ايقاف العمرة والطواف، والتي تعتبر من أهم الاستراتيجيات والتي ترتبط مع دول العالم المختلفة.كذلك الفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء التي أفتت بإيقاف صلاة الجمعة والجماعة في بيوت الله؛ حفاظا على صحة وأرواح المواطنين والمقيمين في مثل هذه النوازل، أيضا ايقاف جميع النشاطات الاجتماعية والرياضية كانت من الدلائل على التعامل الاحترافي للحكومة السعودية بهذا الشأن. وأخيرا إجراءات منع التجول للحفاظ على المجتمع والتنقل بين المدن، كان لها التأثير الايجابي أيضا في التصدي لهذه الجائحة وانتقالها بين المدن السعودية. ناهيك عن التواصل الحكومي من خلال الإعلام المحلي مع المجتمع بطريقة شفافة. كان لها الاثر الايجابي في التعامل مع جائحة كورونا.


مواجهة الأزمات
أما الدكتور عبد الله الزهراني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى فقال: أثبتت قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، أنها من الدول العظمي في مواجهة الأزمات، والكوارث، وأن لديها الكثير من الكفاءت المؤهلة المدربة، إصافة إلى ما لديها من خطط استباقية محكمة يتم تطبيقها فوروقوع الكارثة، أو الأزمة، وأنها تضع المواطنين والمقيمين نصب أعينها وتوليهم جل عنايتها واهتمامها، فهي فعلا مملكة الانسانية وعندما اجتاح كورونا العالم فإن حكومة المملكة وضعت العديد من الخطط الاستراتيجية، وأصدرت، وما زالت تصدر، القرارات الاستباقية والاحترازية؛ من أجل احتواء جائحة كورونا؛ لأن صحة وسلامة المواطنين والمقيمين هو أقصى هدفها وحمايتهم من هذا الوباء، وأثبتت للعالم أجمع قدرتها على المكافحة لهذه الجائحة العالمية، مما جعلها محل إشادات دول العالم أجمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *