اجتماعية مقالات الكتاب

الضيف الخطير

من عادات وتقاليد وحضارة وثقافة العرب إكرام الضيف والترحيب به فقد جبلوا على ذلك منذ القدم وقبل الإسلام فقالوا في ذلك الأشعار والمدح وذموا من لايكرم الضيف ، ولما جاء الإسلام أقرهم على أخلاقهم هذه في إكرام الضيف، ووسع ذلك ليشمل كل المسلمين بل جعل إكرام الضيف من الإيمان ،

ولكن ليس كل ضيف زائر يرحب به في كل يوم وساعة وحين بل أحيانًا من قدر الله ومشيئته تفر منه فرارك من الأسد المفترس إتقاءً لشره وللمصلحة الخاصة والعامة فلا ضرر ولا ضرار بل الواجب المحافظة على النفس البشرية وعدم إلقائها في التهلكة وعدم بسط اليد لنقل العدوى فالحياة والحفاظ عليها هدف الدنيا فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، فلا لفتح الباب للضيف ولا للزيارة في وقت خطر الجائحة وفيروسها، بل من الواجب والعقل والكرم الجلوس في البيت وقت الوباء واعتزال الناس وعدم السفر والتنقل وهذا توجيه إسلامي حث عليه اسلامنا الشامل والصالح لكل زمان ومكان،

لذلك من الكرم وأكرام النفس البشرية عدم استقبال الضيف الخطير فقد يكون الضيف هذه الأيام فيروس كورونا سريع الانتقال والعدوى او من تتوقع حامله فالوباء مازال مستمرا في ابتلاءاته وإصاباته للبشرية على وجه العموم لذلك الضروريات تبيح المحظورات والتوجيهات الوقائية مقدمة على العادات والتقاليد،فواجبنا في هذه الأيام الابتعاد كل البعد عن استقبال الضيوف والتجمعات البشرية وذلك وقاية للنفس البشرية من اصابتها بمرض وعدوى كورونا، فالمحافظة على النفس البشرية واجب مقدس، والالتزام به واجب وفق الضوابط والتعليمات الوقائية الاحترازية، حتى انني أتوقع انه لو كان حاتم الطائي عائشا بيننا في هذه الأيام زمن انتشار الوباء شديد العدوى لما أكرم الضيوف واستقبلهم وبحث عنهم ودعاهم وعمل لهم الذبائح والولائم الجماعية بل لفر منهم فراره من الأسد الجائع العدواني، فالإنسان العاقل الفطن يحافظ على نفسه والآخرين ويبعد عن الشر والمجذوم والضرر حفاظا على سلامته وسلامة الآخرين.

فإكرام النفس أولًا واجب رباني يجب ان نلتزم به حتى نستمر في الحياة بسلام وحتى لا نكون رقما في زيادة الأعداد المصابة بالجائحة العالمية، فكل على نفسه بصير ولو ألقى معاذيره وتبريراته ، فلا عذر اليوم فالخبر والتعليمات وصلت لكل عاقل بالغ مكلف، أما المجنون الخبل فلا عليه حرج وشرهة وليس مسئولا بل مسئول عنه ولي أمره.
كتبت ماكتبت متمنيًا الصحة والسلامة للجميع وبإذن الله يتخطاهم سوء كورونا وسلموا من كل شر ووباء وحفظهم الله سبحانه.
lewefe@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *