لكل أزمة وجوه عدة ومع تفشى فيروس كورونا تشكلت ملامح العالم لوجه أخر أكثر قرباً، أكثر دفئاً، أكثر حميمية، التزم الملايين حول العالم منازلهم، وعادت مشاعر الدفء الأسرية تحيط بالعائلات من جديد، وجدنا الحرص على الأم والزوجة والأب والأخ والإبن، حرص الإنسان على أخيه الإنسان من تفشى تلك العدوى ووصولها إليه .
التزام العديد منازلهم، ليس خوفاً من الموت بسبب الفيروس، لكنه بسبب الخوف على المحيطين به من مصير مجهول، فتفشى تلك الجائحة كشف الغطاء من جديد على المشاعر الإنسانية التى تاهت وسط زحام الحياة والعطاء الكبير فى المشاعر وحقيقة تضامن الشعوب مع بعضها البعض ضد ثورة الطبيعة.
الوجه المشرق من فيروس كورونا، ترجم في الإنسان الذي أعاد ترتيب أوراقه وأولياته وقيمه والأمور الهامة بالنسبة إليه من جديد، لقد أعطى كل ذى حق حقه كالأطباء والعلم والعلماء وكل من خرج لميادين المواجهة ضد هذا العدو الخفي. أولويات الإنسان الأن أكثر رحمة وتراحما، بعيدة عن السعي وراء شهرة أو مال أو وظيفة، إنها أمور لا تقدر بمال، أصبحنا نقدر قيمة الأشياء والنعم والأشخاص، أعطى كورونا دروساً إنسانية فى التصالح مع النفس، والتقرب أكثر إلى الله، بدلت الطبائع والقيم وجعلتنا أكثر التزاماً وحميمية تجاه أنفسنا والمحيطين بنا، اضافة الى حرص الجميع على النظافة الشخصية، التزموا بكل التعليمات التى توفر لهم الحماية ولأسرهم، تعلمنا الصبر وقوة الإيمان بالله وقت الأزمات، اجتمع العالم كله على حلم واحد وهو الخلاص وشمس الحياة بعد كورونا التي استطاعت ان توحد هواجس العالم واختزالها في دائرة واحدة مابين الموت والحياة وفلسفة القيم الانسانيةواخلاقيات البشر.
حتى تلك الساعة استطاعت الشعوب الالتزام قدر الإمكان، إلا أن هناك فئة قليلة لا تستمع للأصوات المنادية للمكوث فى المنزل تجنباً للإصابة بالعدوى، وهؤلاء يجب أن يعىّ كل واحد منهم الرسالة الإنسانية من كورونا فى الحرص على من نحب، لأن ما يفعله من خرق للتعليمات لن يضره فحسب، بل سيضر المحيطين به ومجتمعه فى تلك الفترة الحرجهة.