الدولية

الباتريوت يرعب طهران ومليشياتها بالعراق

البلاد – رضا سلامة

حالة من الذعر تسود بين أقطاب النظام الإيراني بعد أنباء عن تحركات للقوات الأمريكية لمواجهة الميليشيات الموالية لطهران في العراق، ونشر أنظمة باتريوت الدفاعية في القواعد العسكرية المستضيفة للقوات الأمريكية.
الرعب الإيراني ظهر جليا في تحذير وزارة الخارجية الإيرانية، أمس (الأربعاء)، من “عدم استقرار كارثي” في المنطقة، إذ زعم المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي أن التحركات الأمركية تقود المنطقة لحالة من عدم الاستقرار الكارثي، على الرغم من أن طهران هي التي تثير استفزاز الدول الأخرى لقيادتها للحروب.

ويأتي ذلك بعدما أعرب عدد من المسؤولين الإيرانيين عن قلقهم من إعداد الولايات المتحدة لعمليات عسكرية محتملة تستهدف الميليشيات العراقية الموالية لإيران. وكانت الولايات المتحدة نقلت الأسبوع الماضي جزءاً من قواتها من بعض القواعد العسكرية العراقية، بينما أفادت تقارير بأن واشنطن زادت عدد أنظمة “باتريوت” حول القواعد العسكرية العراقية حيث تنتشر قواتها، ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول عسكري أمريكي وآخر عراقي أنه تم نشر بطاريات باتريوت في قاعدة عين الأسد الأسبوع الماضي، كما بينت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تخطط للانتقام المحتمل من الميليشيات العراقية المتحالفة مع النظام الإيراني، وحددت الصحيفة الأولى أن “القضاء على ميليشيات حزب الله في العراق على وجه الخصوص، على جدول أعمال البنتاجون”.

وجاء التصعيد الحالي بعدما كثفت الميليشيات العراقية الموالية لإيران في الأشهر الأخيرة هجماتها على الأهداف العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في العراق.
وتأكيدا على دعم إيران للإرهاب واحتضان المتطرفين، ظهر دليل إضافي على الدعم والتدريب الإيراني لميليشيات الحوثي الانقلابية، ذراع إيران باليمن، في جرائمها بحق اليمنيين ودول الجوار والعالم، حيث نشرت وسائل إعلام، أمس، اعتراف قناص حوثي وقع في قبضة القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، بتدريبه على أيدي مدربين إيرانيين، قائلا “يتحدثون لغات أجنبية وكذلك عناصر من حزب الله اللبناني”، كاشفًا عن تدريبه ضمن مجموعة لمدة أيام فقط ودفعوا بهم إلى الصفوف الأمامية تحت مسمى كتيبة الموت دون تلقيهم التدريبات الكافية.

ووقع القناص الحوثي، الذي يدعى عمر محمد صالح المراني في قبضة القوات المشتركة بعد 5 أيام من تمركزه مع آخرين في موقع مستحدث شرق منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، وأكد في مقطع فيديو، مقتل عدد كبير من القناصة زملائه في جبهات مديرية التحيتا، مشيرًا إلى أن ما تسمى “كتائب الموت” التي ينتمي إليها هي مجرد اسم ليس إلا، كما اعترف بأن فرق زراعة الألغام تحظى بالاهتمام الأكبر من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية، وأنها تزرع الألغام دون الاهتمام بالخرائط التي توضح أماكنها وتتحايل لإخفائها لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين.

وفي الداخل الإيراني، استمر النظام في التعتيم والتضليل وترويج الأكاذيب غير مكترث بمكافحة الجائحة بشكل جدي وحماية أرواح الإيرانيين، مواصلا حملته القمعية مستهدفًا من ينشر حقيقة تفشي الفيروس أو يكشف عجز إجراءات مكافحته، حيت أقر قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، بإغلاق “عشرات القنوات التليجرامية التي تنشر أخبارعن كورونا، واعتقال مديريها”.

يذكر أن الشرطة الإيرانية أكدت رفع أكثر من 316 دعوى قضائية ضد المتهمين بنشر ما زعمت أنها “أخبار مزيفة”، وهو وصف يُطلق على ناشري معلومات موثقة عن الفيروس، وتم اعتقال العشرات في عدد من المحافظات على خلفية هذه القضايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *