الدولية

عقوبات أمريكية جديدة على طهران لمكافحة الإرهاب

البلاد – رضا سلامة

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس (الخميس)، فرضها عقوبات جديدة على إيران، شملت 15 شخصا و5 شركات إيرانية، في إطار برنامج لمكافحة الإرهاب، بحسب موقع الخزانة الأمريكية الرسمي.

فيما شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وفاة مواطنه روبرت ليفنسون عميل الـFBI السابق، أدانت أسرة ليفنسون وسياسيون أمريكيون سلوك النظام الإيراني وحملوه المسؤولية عن مصير المواطن الأمريكي، في إدانة جديدة لاستغلال معاناة المختطفين والمعتقلين في إيران كورقة للابتزاز السياسي، ما يؤشر لتصعيد جديد ضد نظام الملالي على خلفية القضية.

وقال ترمب:” لا أقبل نبأ وفاته. لم يقولوا لنا إنه توفي. لكن كثيرين يعتقدون ذلك”، مضيفًا :” “لم تكن صحته جيدة منذ عدة سنوات. كان مريضا منذ فترة طويلة. وكانت لديه مشاكل صحية حتى قبل احتجازه واعتقاله في إيران. نحن قلقون جدا إزاء حال أسرته”.

ودعا السناتور الجمهوري ماركو روبيو إدارة ترمب إلى “تحميل النظام المؤذي في طهران المسؤولية”، بينما اعتبر زميله الديمقراطي بوب مينينديز أن” السلطات الإيرانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن اختفاء بوب ليفنسون ووفاته”. وقالت رابطة العاملين في مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان :”لن ننسى أبدا ليفنسون وسندعم كل ما سيتم القيام به لإحالة المسؤولين عن هذه الجريمة الدنيئة على القضاء”.

وكانت أسرة روبرت ليفنسون الذي فُقد في إيران منذ 2007 في ظروف غامضة، قالت إنه “توفي في إيران حيث كان محتجزا”، مشيرة إلى أنها “تلقت أخيرا معلومات من مسؤولين أمريكيين دفعتهم ودفعتنا نحن أيضا، إلى استنتاج أن ليفنسون توفي في إيران حيث كان محتجزا من قبل السلطات الإيرانية”، مشددة على أنها لم تعلم متى أو كيف توفي ليفنسون المولود في 1948، لكنها أوضحت أنه توفي قبل تفشي وباء كوفيد-19 في إيران.

واتهمت الأسرة السلطات الإيرانية بـ”الكذب على العالم كل هذا الوقت” بإعلانها باستمرار أنها لا تعرف ما الذي حدث لهذا العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، مؤكدة أن الإيرانيين “خطفوا مواطنا أجنبيا وحرموه من حقوقه الأساسية، وأيديهم ملطخة بدمائه”.
وسبق أن حذرت أسرة ليفنسون مرارا من أن ليفنسون الأب لسبعة أبناء والذي كان سيبلغ 72 عاما خلال مارس الجاري، يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن داء السكري، وأضافت العائلة أنه :”لولا أعمال النظام الإيراني الوحشية والخالية من الرحمة لكان روبرت ليفنسون على قيد الحياة”، لافتة إلى أنها “انتظرت إجابات لمدة 13 عاما بدون أن تلقى أي رد”.

وكعادة النظام الإيراني في التنصل من جرائمه ومواصلة التضليل والأكاذيب، نفت إيران على لسان وزير الإيراني ورئيس المكتب الإعلامي للبعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، علي رضا مريوسيفي، علمها بمكان وجود روبرت ليفنسون، في معرض تعليقها على ما قالته أسرته حول وفاته فيها، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على احتجازه.

وضمن أدلة إدانة إيران ومسؤوليتها عن مصير ليفنسون، كانت صورة للرجل وهو ملتح ومكبل ويرتدي بزة برتقالية خاصة بالسجناء، نشرت في 2013 وتعود إلى قبل عامين من ذلك على ما يبدو، ورغم أنه لم يعرف يقينا في أي ظروف ولا أين التقطت الصورة، إلا أن تقارير أمريكية وأخرى للمعارضة الإيرانية أفادت بأنها التقطت في معتقل تابع للحرس الثوري الإيراني، منوهة إلى أن روبرت ليفنسون اختفى على الأرض الإيرانية ولو كان غادرها لامتلكت السلطات دليلا على ذلك، أو كان ليفنسون قد ظهر في مكان آخر، الأمر الذي لم يحدث منذ وجوده في جزيرة كيش الإيرانية عام 2007.

يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طالب، الأسبوع الماضي، طهران بالإفراج فورا عن جميع المواطنين الأمريكيين في سجونها، بسبب خطر إصابتهم بفيروس كورونا المستجد المتفشي في إيران. وشدد على ضرورة الإفراج عن ليفنسون، وقال “نطلب أيضا من النظام احترام التزامه العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق عودة روبرت ليفنسون”، كما عبرت إدارة ترمب التي جعلت من الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين “رهائن” أو “المسجونين ظلما” في الخارج إحدى أولوياتها، مرات عدة عن تصميمها على “تحديد مكان” ليفنسون حتى يتمكن من العودة إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أنه لم يكن يعمل لحساب الحكومة الأمريكية عند اختفائه، حيث كان قد تقاعد من مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ أكثر من 10 سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *