لم تخلُ دولة من دول العالم من اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية من فيروس كورونا الذي بدأ في الصين، ثم تمددت إصاباته ووفياته إلى دول أُخرى وسط توجس عالمي من الفيروس وتداعياته، وفي ظل أبحاث ودراسات لم تتوقف منذ أن سجلت حالاته الأولى في الصين التي عجزت بكبر حجم اقتصادها وعلومها ومختبراتها وأدواتها أن تواجه فايروساً ألقى بظلاله على كل شي في الدولة الكبيرة المتقدمة.
في بلادي السعودية العظمي تعاملت الدولة بحنكة وحكمة من خلال عزل الحالات التي قدمت من إيران وتم الكشف عن سفر عدد من المصابين اليها وتم وضع خطط علمية وصحية في غاية المهنية والاستراتيجية لمواجهة تبعات هذا الفايروس، وقد تم اتخاذها في كل المجمعات والمواقع إضافة إلى إخلاء صحن الطواف بالحرم المكي احترازياً وإخضاعه لتعقيم على أسس علمية من شأنها وقاية الآلاف من الزوار، وتم تعليق العمرة حفاظاً على سلامة الزائر والمعتمر والمقيم مما يعكس حرص قيادة هذه البلاد على سلامة الجميع واتخاذها قرارات ستظل منهجا للعالم أجمع..
وقد صدر مؤخراً قرار بتعليق الدراسة مؤقتاً في كل مؤسسات التعليم بكل أنواعها في خطة احترازية لسلامة الجميع مع حرص وزارة التعليم على استمرارية التعليم عن بعد وذلك لتسير عجلة التنمية والعطاء دون أن يوقفها كورونا وتبعاته.
ما يحدث الآن هو عبارة عن درس وتجربة يجب أن تكون لها دروس مستفادة وتؤكد أن الدول العظمى تقف عاجزة عن مواجهة فايروس لا يرى بالعين المجردة ويعطي أهمية بالغة لأهمية اتخاذ التدابير الوقائية للصحة العامة والسلامة من أي ضرر.
وهنا أؤكد أنه يجب على الجميع أن يكونوا على مستوى التثقيف الصحي والاجتماعي في أهمية التزام بالتعليمات والقواعد لتجنب المرض أو الإصابة لسلامتهم وصحتهم، وأيضاً البعد عن التجمعات غير الضرورية. وكذلك يجب أن يعلم الجميع من أُسر وأبناء أن تعليق الدراسة هو حدث احترازي وليس إجازة لقضاء الأوقات والنزهات والسفر بل عليهم أن يكونوا عوناً للدولة في هذه الخطة التي تجنب الوطن والمواطن من كل مكروه وعلى جانب متصل يجب أن يكون الجميع درعاً حصينا ضد الإشاعات التي تكثر في مثل هذه الأوقات وأن لا يتحول الفيروس إلى هلع عام وفي ذات الوقت فإنه يجب على الجميع الالتزام بالوقاية ورفع مستوى الفكر في التعامل مع مثل الظروف، فالتثقيف الصحي يجب أن يوازيه ثقافة وطنية واجتماعية وفكرية متكاملة تعكس الصورة الأصيلة والمشرفة لكل شرائح شعبنا الكريم.. كما آمل من أصحاب الحسابات في وسائل التواصل الاجتماع الوقوف عن الحديث في هذا الموضوع، لأن حقيقة الهلع الذي سكن معظم الشعب السعودي سببه يعود للإعلام الرخيص.
أسأل الله أن يحمي بلدنا وحكومتنا وشعبنا وجميع المسلمين من كل سوء.
حمى الله وطننا من كل مكروه وسوء ونسال الله أن يزول خطر كورونا عن الإنسانية اجمع.
Loay.altayar@nco.sa